Jump to ratings and reviews
Rate this book

اللاهوت العربي وأصول العنف الديني

Rate this book
This book in Arabic Language, Very rare to find on AMazon, the only one left .

226 pages, Paperback

First published December 1, 2009

About the author

Youssef Ziedan

36 books1,667 followers
(Arabic: يوسف زيدان)

Director of the Manuscript Center/Museum, the Bibliotheca Alexandrina.
Professor of Philosophy and History of Science.

Awards and Grants:
- 2009 International Prize for Arabic Fiction (IPAF) In Association with the Booker Prize Foundation
- Imam Muhammad Madi Abul-‘Aza’im Award in the field of Islamic studies in 1995.
- ‘Abdul-Hamid Shuman Prize in the field of social studies in 1996 for his book Fawā’ih al-Jamāl wa Fawā’ih al Jalāl- ‘Fragrance of Beauty & Revelations of the Magestic’ by Nijm al-Dīn Kubrā.
- A special Award from the International Academy of Learning in 1996 for his academic corpus.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
2,506 (30%)
4 stars
3,215 (39%)
3 stars
1,736 (21%)
2 stars
468 (5%)
1 star
221 (2%)
Displaying 1 - 30 of 1,019 reviews
Profile Image for هدى يحيى.
Author 10 books17.3k followers
October 2, 2018
لم يوضع هذا الكتاب للقارئ الكسول
ولا لأولئك الذين أدمنوا تلقّي الإجابات الجاهزة عن الأسئلة المعتادة
وهو في نهاية الأمر كتاب
قد لا يقدم ولا يؤخر
ــــــــــ

هكذا قرر زيدان أن يبدأ كتابه الثرى الدسم‏
الجريء حينا
والذي يبدو فيه وكأنه يتحسس خطاه حينا آخر

ولكنه في عمومه وجبة مشبعة من المعلومات والاجتهادات المستنيرة
معتقة بلغة جذلة وتعبيرات بديعة

وفاتح شهية عظيم لعقلك

:::::::::::::::::

عن اللاهوت العربي

:::::::::::::::::

*اللاهوت العربي ‏


اللاهوت لفظا انتقل من السريانية إلى العربية مقابلا للناسوت ‏
وهي تعني "العلم الذي يدرس الذات الإلهية وصفات الله"‏


يرى زيدان أن الديانات الثلاث ‏
اليهودية والمسيحية والإسلام ‏
ديانة واحدة ذات تجليات ثلاثة
فهناك نقاط مفصلية تجمع بينهم ‏
فكل ديانة منها أتت واعتمدت على الأخرى

إن الجوهر في اليهودية والمسيحية والإسلام واحد‏
‏ وان عمق النسق الديني الابراهيمي
يمتاز بسمات عامة وبنيات نظرية ‏أساسية ‏
كانت دوما وسوف تظل دائما كامنة في النسق الكُلّي لهذا الدين
‏ بتجلياته وتنوعاته الثلاثة‏
المسماة اصطلاحاً باليهودية والإسلام والمسيحية‏‎
ــــــــــ


كما تجلى اللاهوت العربي‎
‎في منطقة جغرافية واحدة ‏
الهلال الخصيب‎ ‎‏(العراق والشام)‏‎
لم يخرج إذا عن ديار العرب
وبهذا اتخذ زيدان من الجغرافيا عاملا محوريا ‏
بعد أن كانت تعتمد الأبحاث الأخرى على التاريخ والأنثروبولوجي

وذلك يؤدي بنا في النهاية إلى استنتاج وجود جذور ثقافية عربية ‏
في كل ديانة من الديانات الثلاث
ومعا تكون خطا واحدا يعرفه زيدان باسم ‏
‏"اللاهوت العربي"‏

:::::::::::::::::

‏*صفات الإله وصورته

وقد درس الكاتب واستفاض ��ي هذا الشأن ‏
متناولا مفهوم الذات الإلهية في الديانات الثلاث‏
بدءا من الرب التوراتي ‏
ومدى قرب أو بعد ألوهيم اليهود من الصفات البشرية ‏

ومرورا‎ ‎باللاهوت المسيحي ‏
الذي حاول حل الإشكال اليهودي ‏
بالانتقال من الثيولوجي إلى الكريستولوجي
‏( من الله إلى المسيح)‏

وكيف تطورت الرؤية المسيحية ليسوع من نبي الى نبي واله ‏
فقد شغلت تلك القضية جزءا هاما من‎ ‎اللاهوت المسيحي
وكانت محور الخلافات والجدل‏
والتي أدت إلى ظهور المذاهب المنشقة عن الكنيسة الأرثوذكسية فيما بعد

وذلك مقارنة بالانشقاق المذهبي في الإسلام الذي بدأ خلافا سياسيا تحول إلى ‏خلاف في المذاهب تباعا
و قد امتد ذلك الجدل في الإسلام ‏
وعرف بعلم الكلام بين دارسي الفلسفة ‏
أو علم أصول الدين بين الأزهريين

حتى يصل زيدان إلى ما أسماه بسطوع الله في النص القرآني

:::::::::::::::::

‏*علم الكلام ونشأته وأصوله و مؤسسيه

وهو يبحث عموما في الصفات الإلهية
والذي طرح موضوعات ‏
كالجبر والاختيار والقدر ‏
وانبثاق مذاهب كالجبرية القدرية وغيرها ‏
ما يحاول المؤرخون إثباته هو أن علم الكلام علم إسلامي ‏

ولكن في رأي زيدان أن ذلك غير صحيح
فعلم الكلام عربي قبل ان يكون إسلامي ‏
فهو متجذر في المنطقة العربية من قبل ظهور الإسلام‏
حين كان يبحث العرب عن معنى الصفات الإلهية
ويقول إننا ندعي ذلك لأننا لا نفكر إلا باللغة ‏
واللغة مشبعة بالدلالات الدينية
والدلالة الدينية عميقة في تراثنا وغائرة ‏

:::::::::::::::::

بينما أسهب زيدان في حديثه عن مفهوم اللاهوت العربي نفسه
والذي شغل الحيز الأكبر من كتابه
وإن كان ممتعا جذابا متفردا في فكرته ‏
إلا أنه لم يشفِ غليلي لموضوع في غاية الأهمية
وهو الشق الثاني من العنوان

فجدلية العلاقة بين اللاهوت والعنف الديني
‏ والتي جاءت كجزء رئيسي يفهم من عنوان الكتاب
‏ لم تأخذ منه سوى حيزا ضئيلا

:::::::::::::::::

عن العنف الديني

:::::::::::::::::

‏* العنف الديني

يحدثنا زيدان عن التدين والفرق بينه وبين الدين نفسه ‏
وكيف يستغله الحكام المستبدون في المجتمعات الدينية ‏
بتأويلهم المعتقدات مستخدمين نصوصها وأحكامها ‏
لتطويق السيطرة على المحكومين وتحقيق مآربهم الشخصية


التطرف العقائدي يؤدي بصاحبه إلى التخندق
والذي يؤدي بدوره الى العزلة ‏والانطواء متخذة الأماكن النائية
كالجحور أو الجبال موطنا له ‏
كالإسماعيلية قديما وحركة طالبان حديثا-وداعش الآن
وغيرها ..وغيرها

فمع الوقت تبرر تلك الأقليات لنفسها ‏
العمليات الانتقامية التي تشنها على الجميع‏
عزل ومسلحين
أبرياء ومجرمين
متخذين من أنفسهم موقف المدافع عن الدين والشرع
وسيف الإله البتار
موغلين في التوحش ‏
ولا يعد يرويهم سوى دماء الآخرين وصرخاتهم

:::::::::::::::::

قسّم زيدان الكتاب لسبعة فصول‏
‎فيها يتألق كعادته
‎ بغزارة المعلومات

كما يشتمل كتابه توضيحا للمصطلحات
التي سترد في سياق الكتاب

وتميز بسلاسة الأسلوب وانسياب الأفكار‏

وعلى مدار الكتاب تجده لا ينسى تعريف بواحد أو اثنين
ممن نسيهم التاريخ
أو لازال يذكرهم ‏

ممن وصفتهم مجتمعاتهم بالهرطقة والضلال ‏‎
والذين تعذبوا وذاقوا الأمرين في سبيل دفاعهم عن أرائهم الشخصية‏

:::::::::::::::::

ميزة الكتاب الكبرى أنه محفّز عظيم للعقل
لا تجد فيه إجابات جاهزة ولا حلول بالمعنى المفهوم
وإنما هي تبقى مجرد اجتهادات قد تصيب وقد تخطيء
ولكن الأكيد الأكيد أنها تفتح نافذة أو أكثر أمام عقلك
للانطلاق بحرية والحث في موضوعات قد يجدها البعض شائكة
وقد يراها آخرون ضرورة واجبة على العقل
كي يفهم.. ويعي..ويحاول أن يحقق شيئا بهذا الوعي
حتى وإن كان سؤالا معلقا في الهواء


Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,551 reviews3,974 followers
October 17, 2022

الكتاب رائع بكل معني الكلمه و هو أرقي ما قرأت في هذا الموضوع
برغم تعقيد موضوع الكتاب و تناوله من زاوية علمية بحثيه تاريخيه الا أنه امتاز ببساطة و وضوح الإسلوب حتي انك لا تستطيع ترك القراءة إلا للشديد القوي كما يقول المثل

الكاتب واضح الفكره مسترسل فيها بلا افتعال و لا انقطاع و لا ثرثرة
الفصل الأخير من الكتاب و الذي يلخص علاقة الدين و السياسه بالعنف جديير بإفراده في كتاب مستقل
بالرغم من ان هذا الكتاب هو اول ما قرأت ليوسف زيدان إلا انه لن يكون الأخير بإذن الله
Profile Image for بثينة العيسى.
Author 24 books27.7k followers
July 7, 2010

قرأته في ثمان ساعات، وهو الأمر الذي لا يحصل عادة، ليس مع كتاب كهذا بأي حال! ولكنني - على الأرجح - أتعطش إلى هكذا كتب، وبعد أن أنهيت قراءة مجموعة فراس السواح " تقريبا " ومنذ سنوات، صرتُ أشتهي كتاباً يأخذني إلى المرحلةالتالية، كتابا يكشف الوجه " الجدلي " للأديان فيما بينها أولا، وبينها وبين السياسة ثانياً، والعنف ثالثاً .. وحيواتنا، نحن المسحوقين تحت أحذية الساسة و وطأة الفتاوى .. رابعاً.

وجدتُ في كتاب زيدان ضالتي، وأتفق مع من قال بأن الفصل الأخير كان إنشائيا، ولكن ما الذي كنا نتوقعه؟ تبيان تفصيلي لكل مشكلة يموج بها العالم من أقصاه إلى أقصاه؟ وما الذي كان بمقدورنا أن نقول أصلا، غير التأكيد على نشر الوعي وثقافة الحوار وعدم اللجوء إلى السياسات القمعية مع الأفكار الوليدة ما إلى ذلك؟ الكتب لا تقدم حلولا جاهزة أصلاً، ولا يفترض بها ذلك، ورغم أن ما قاله كان بديهياً ورتيباً ( أعني في الفصل الأخير )، إلا أنه قد يكون جديداً بالكلية على أولئك الذين لم يعتادوا فكرة الاختلاف كإمكانية أو حل، والعالم يقف على أوتار أعصابنا المشدودة إلى آخرها، بانتظار فجيعة أخرى.

باستثناء الفصل الأخير / البديهي والإنشائي والصحيح بدوره، كان الكتاب رائعاً، وأنا أحمد الله ألف مرة على نعمته التي اسمها " يوسف زيدان " .. كدتُ أفقد الأمل تقريباً.
Profile Image for Odai Al-Saeed.
906 reviews2,667 followers
September 24, 2018
يستهل الباحث يوسف زيدان كتابه الذي يدخل في جدلية العلاقة بين الأديان وأصول العنف فيها الى مقولة أن الكتاب لم يطبع لأولئك الذين أدمنوا تلقي الاجابات الجاهزة من غير تحليل
ان هذا الانهماك الشديد في البحث عن الأمور التي أدت الى ذلك الاختلاف في الأديان الألهية ماهو الا نتاج لعدة عوامل لا تتعلق بطبيعة تلك الاديان التي لو ما نظرنا الى جوهرها فهي تدعو الى عقيدة توحيد واحدة ألا وهي عبادة اله واحد اختلفت باختلاف التغيرات الجزئية وتاليا الجذرية سواء في اللغة أو هوية النبي أو العادات
بدى اجتهاد الباحث في نقطة جوهرية من خلال البحث تدور حول استبداد الحاكم عادة في المجتمعات الدينيةالمختلفة وذلك من خلال تأويل المعتقد مستخدما نصوصه واحكامه لتطويق السيطرة والذود بالمصلحة الخاصة لصالحه لا يتم الا من خلال تكوين جماعات سياسية تتكتل لضبط ايقاع الفرد وتطويعه لذا .
تنشأ عن هذه الممارسات ضغوط تستمد روحها العميقة من عقيدة الخلود وتتخذ الدين ذريعة للعنف والاستيلاء وعادة ما تكون السلطة المسيطرة عاملا مساعدالهذا الاستعار او التكتل والذي ينشا منه العنف , ووفقا للقراءات المستفادة يظهر لنا أن التطرف العقائدي يصنع أنواع التخندق الذي يؤدي الى العزلة والانطواء ويصنع المسوغ المباشر لتبرير العمليات الجرم والانتقام وهو حال أكثر الأقليات التي تشجعه كالاسماعيلية في الماضي وحركة طالبان التي التي اتخذت الجحور والجبال موطنا تلجأ له وتخطط, كما ان التعامل المضاد كردة فعل من القوى الرادعة يزيد المآساة مما يتولد عنه ثقافة لا تعرف الا أنواع القسوة والتبلدالعاطفي لذا يطول الحديث الشيق في هذا الخصوص
فالكتاب ي��مل فكرا لا يمكن أن يحتويه تعليقي هنا.... كتاب رائع
Profile Image for Marwa Owais.
132 reviews558 followers
January 29, 2012
كتاب رائع يوسع الأفق، لولا أننى قرأته فى وقت امتحانات لأنهيته سريعاً، على الرغم

من انه يحتاج التركيز وكما ذكر دكتور يوسف زيدان من أنه ليس للقارئ الكسول الذى

اعتاد أن يتلقى الأجوبة بسهولة، إلا أنه مشوق للغاية وما إن تبدأ فيه حتى يجذبك لتنهيه ..

يتحدث زيدان عن تاريخ الديانات وكيف أنها جميعا من أصل واحد تربطها وحدة المكان،

وعلاقة الأديان بالعنف وتدخل السياسة ..

بدأ الحديث عن اليهودية وعقيدة اليهود والتى تتمحور حول الثيولوجية او صفات الإله، والصور��

النبوية فى التوراة ..

صدمت عندما وجدت أن الصورة التوراتية للإله مفزعة، فهو الحاقد .. الحاسد .. النادم ..

الثائر .. الحائر .. وغيرها من الصفات التى تليق أبدا بخالق الكون.

هذا إلى جانب صفات المختارين من الأنبياء، الذين يؤتون بأفعال شنيعة كالزنا والقتل والسُكر وغيرها ..

وأيضا تحقير جميع الشعوب والأمم من غير اليهود واستباحة من هم أقل إنسانية فى نظرهم،

فهم شعب الله المختار، كما يظهر ذلك أيضا فى بروتوكولات حكماء صهيون فى دولة اسرائيل الحالية المأخوذة من

التوراة ..

ثم تأتى الديانة المسيحية، والتى كانت امتداد للديانة اليهودية ولكن انتقل الجدال فيها من الثيولوجية

إلى الكريستولوجية وهى صفات المسيح والجدل هو طبيعته من حيث كونه صورة الإلة او هو الإله

نفسه "هو هو " او نبى الله او ابن الله او الإنسان المتأله ..

فى الإيمان القويم "الأرثوذكسى" صار الإيمان بالمسيح الذى هو الله، وصار التشكيك فى ألوهيته

يعنى الكفر، او حسب الصطلاح المسيحى، الهرطقة ...

ظهر كثير من المهرطقين منهم من قال أن المسيح لا يمكن أن يكون هو الإله وأنه مجرد بشر

فهو المُبشر فقط كما فى الديانة اليهودية، ومنها أيضا إنكار أن تكون العذراء مريم هى أم الإله ..

وغيرها من الهرطقات التى عرضت كل من تناولها او نادى بها إلى النفى او القتل ونشأت تلك

العلاقة بين العنف والدين فى المسيحية بخلفية سياسية ...

من أمثال هؤلاء المهرطقين إريوس الذى يعد الهرطوقى الأعظم والعدو الأول للمسيحية، نسطور ..

مكدونيوس .. بولس السمسياطى .. أوطيخا وغيرهم.

اختلف تقبل العقيدة المسيحية بين دول الهلال الخصيب والجزيرة العربية وبين مصر واليونان،
فالديانات القديمة فى مصر واليونان دائما ما اتخذت من الملوك والحكام آلهة فلم يكن بغريب

عنها فكرة الإله المتأله، أما الثقافة العربية كانت تحتفى بالنُّبُوَّة ولا تتفهم فكرة البُنُوَّة ..

ثم تناول الحديث عن الإسلام وتطور علم اللاهوت المسيحى إلى علم الكلام " الإسلامى"

وفى مدى صحة صحة إسلامية هذا العلم، فهو يمثل فى الحقيقة امتداده لعلم اللاهوت الذى

ظهر فى نفس المنطقة من العالم ..

وتناول علم الكلام الصفات الإلهية وما يجب ان يصف به من صفات وما يجب أن يُنفى عنه

وهؤلاء عرفوا بالنفُاة او المُعطلِة، وبذلك انتقل الجدل مرة أخرى الى الثيولوجية ...

وكان الجدل حول بعد المفاهيم لفهم العقيدة منها القدرية والجبرية وغيرها،

وكانت القدرية تمثل الرضا مثلا بظلم الحكام على أنه القضاء والقدر، وتعرض أولئك

المتكلمون لمصير مشابه للمهرطقين فى المسيحية كالقتل حتى لا يزعزعوا عقيدة المؤمنين.

وكانت أيضا بذلك دور السياسة فى ربط الدين بالعنف ...

كتاب ثرى للغاية يمتاز بسلاسة الأسلوب وانسياب الأفكار على الرغم من دسامة الموضوع

يحتاج الكتاب للعودة مرات اخرى ولكنى بلا شك استمتعت به للغاية ، وانصح الجميع بقرائته.

Profile Image for  مولاي أرشيد أحمدو.
38 reviews99 followers
June 28, 2012
يبدأ الكتاب بتنويه مستفز لكل قارئ ومحرض في نفس الوقت على خوض التحدي، تحدي قراءة الكتاب .. كان التنويه هو:

" لم يوضع هذا الكتاب للقارئ الكسول، ولا لأولئك الذين أدمنوا تلقي الإجابات الجاهزة، عن الأسئلة المعتادة. وهو في نهاية الأمر كتاب، قد لا يقدم ولا يؤخر".

و الفكرة الأساسية التي يوردها يوسف زيدان لهذا القارئ الغير كسول في المقدمة وفي كامل الكتاب ويريد إثباتها هي أن هناك نقاطا مفصلية تجمع بين الديانات الثلاثة : اليهودية والمسيحية و الإسلام، هذه النقاط يقول عنها بأنها نقاط مهمة ولكنها في نفس الوقت كانت مهملة.فهذه الديانات الثلاثة ليست فقط متشاركة في نقاط معينة، بل هي "ديانة واحدة ذات تجليات ثلاثة" بعبارة يوسف زيدان نفسه..والعامل الذي أضافه في هذا الكتاب هو الجغرافيا بعد أن كانت كل الأبحاث الأخرى تعتمد على التاريخ وعلى العوامل الانتروبولوجية مكتفية بذلك في كثير من الأحيان..

1- الأديان الثلاثة:
أول ما يصرح به يوسف زيدان هنا أن القول بأن هذه الديانات الثلاثة فقط هي السماوية وغيرها لا ، يحتاج إلى إعادة نظر ، وهذا المصطلح لم يستخدمه الباحثون إلا حديثا فمثلا كان الباحثون الإسلاميون يسمون أصحاب هذه الديانات بما جاء بالقرآن أي أهل الكتاب ، فعبدة النار و من يؤمن بأصنام أو بكواكب في السماء كل هؤلاء يتسامون بدينهم و يجعلونه متعاليا عن وجوده المادي..
أما القول الثاني فهو في أن الديانات الثلاثة واحدة ويستشهد زيدان بعدة أدلة أهمها أن كل ديانة منها أتت واعتمدت على الأخرى ، بل أحيانا تأخذ السابقة من اللاحقة مثلما فعلت اليهودية عندما أتت بفكرة الآخرة ، تلك الفكرة التي لم تكن موجودة في الديانة اليهودية ، أما الدليل الآخر فهو الطابع العائلي للنبوة والأنبياء: (ذرية بعضها من بعض) كما يقول القرآن، رغم اختلاف صورة تلك العائلة بين اليهودية والمسيحية من جهة ، وبين الإسلام من جهة أخرى.

2- الدين والعنف:
ينظر يوسف زيدان إلى هذه المسألة من ناحية التدين لا الدين نفسه، أي من الزاوية التي يطبق فيها الناس الدين ويفهمونه، والدين بحسب زيدان "نصوص لا تنطق بذاتها، وإنما ينطق بها الناس ويستنطقونها بحسب ما تنتجه العملية الجدلية والحركة الدائمة بين الديانة ذاتها والمتدينين بها". والأديان الثلاثة انتشرت بالعنف و تحاورت في ما بينها بالعنف، بل تحاور أهل الدين أنفسهم في ما بينهم بالعنف، ففي التوراة مثلا نجد موسى يقود حروب الرب لإجلاء سكان فلسطين(الكنعانيين) و أباد في حروبه حسبما تذكر التوراة عشرات الأمم والممالك ، والشيء نفسه فعلته المسيحية في حروبها باسم المسيح، كالحروب الصليبية مع المسلمين، والحرب الكاثوليكية البروتستانتية. بينما خرج المسلمون يقاتلون لنشر الإسلام انطلاقا من الحديث : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"، كما انطلاقا من عدة آيات أخرى تأمر بالجهاد وتحث عليه..
أما ما يسمى بمؤتمرات حوار الأديان فيصفها يوسف زيدان بالتظاهرات الخرقاء ، حيث أنها تحاول أن تقول شيئا غير ما يقوله تاريخ الأديان: أنها تدعو للمحبة والسلام.

3- لماذا اللاهوت العربي؟

اللاهوت من حيث اللفظ انتقل من السريانية إلى العربية مقابلا للناسوت وهما كلمتان مرتبطتان بعدة كلمات أغلبها ديني مثل: ملكوت، جبروت، رحموت...أما من حيث اللفظ فهي تعني العلم الذي يدرس الذات الإلهية أو الإلهيات وصفات الله..
و كما هو معروف فإن الحضارة الإسلامية عرفت هذا النوع من اللاهوت و المقصود هنا ما تمت تسميته بعلم الكلام، وما لم يلاحظه دارسوا علم الكلام هو الدور المهم للجغرافيا ، أي منطقة الشام والعراق ، وهي أولى المناطق التي عرفت الإرهاصات الأولى لعلم الكلام، أي أن أولئك الذين ظهر فيهم "الكلام" هم أنفسهم الذين كانوا يتكلمون في صفات الله قبل ظهور الإسلام ، فالامتداد المكاني للاهوت العربي في علم الكلام واضح ، ولكن ما حاول المؤرخون أن يثبتوه هو أن علم الكلام علم إسلامي بحت، والأمر بحسب يوسف زيدان غير صحيح رغم أنه لا يذهب مع بعض المستشرقين الذين يردون كل ما هو إسلامي إلى أصول قبل إسلامية ، إنما الذي يراه زيدان هنا هو أن "(إسلامية) علم الكلام قد حجبت(عربيته) الأولى، و اخفت بدايته أو خففتها لصالح أطواره التالية وأخفت بالتالي حقيقة مهمة، مفادها أن هذا العلم لم ينشأ أصلا في الإسلام، فقد كان ممتدا من قبل ومدونا باليونانية والسريانية، ثم صار من بعد مكتوبا بالعربية.."
و يخصص يوسف زيدان فصلا كاملا لهذا الأمر بعنوان : كلام الإسلام: الوصلة الشامية العراقية ، متتبعا فيها نشأة علم الكلام مع "آبائه الأول" أو أول أربعة دفعوا حياتهم ثمنا لـ "كلامهم" وهم : الجعد بن درهم(تم ذبحه على المنبر بعد صلاة عيد الأضحى)، وجهم بن صفوان(قتله أحد الأمراء)، وغيلان الدمشقي(تم قطع يده ورجله بسيف الخليفة هشام بن عبد الملك وصلبه بعد ذلك على باب دمشق)، و معبد الجهني(مات مصلوبا أيضا)، وكل منهم مات مقتولا بأبشع ما يكون القتل ، و الغريب أن الأمير سلم بن أحوز قال لجهم بن صفوان قبل قتله ضمن ما قاله:"... ولو أبرأك إلي عيسى بن مريم ما نجوت." ، وهو ما يدل ربما على اتصال منه بالمسيحية في ذلك العصر كما يشير زيدان.
علم الكلام إذن ليس بجديد على العرب في تلك الفترة و إن كان قد ألبس لباسا إسلاميا بعد ذلك ، ويلاحظ زيدان أن أولئك الأربعة قد مارسوا الكل��م نظريا وتطبيقيا ولكن ذلك جر عليهم ما رأيناه، من هنا اكتفى من أتى بعدهم بالجانب التنظيري فقط.
.

.
4-
ليس مطلوبا منا أن نتفق أو نختلف مع يوسف زيدان في هذا الموضوع ، المطلوب هو قراءة هذا الجهد الكبير بعين فاحصة لا تحمل مبادئها وأسلحتها الهجومية أو الاستسلامية منذ البداية ، فنحن في النهاية مطالبون بالتعامل مع الديانات بالوعي بأسسها وبنياتها المتناقضة أحيانا ، والمتفقة في كثير من الأحيان ، ونحن سواء شئنا أو أبينا أسيرون لتلك البنيات فنحن "لا نفكر إلا باللغة واللغة مشبعة بالدلالات الدينية، والدلالة الدينية عميقة في تراثنا وغائرة" ، وأن نعرف تلك الدلالات ونحاول الحفاظ على نوع من التجريد هو الطريق نحو المعرفة الموضوعية.
Profile Image for Eslam Elsayed.
112 reviews148 followers
March 17, 2013
لا يمكنني أن أكتب تعليقاً أو مراجعة أو تلخيصاً لما يحمله الكتاب من أفكار
فقط سأقول أنني : تعلمت ، إستمتعت ، فهمت الكثير مما كنت أجهلة
وصرت أملك ردوداً على أشياء كنت أعلمها ولكن لم أكن أستطيع إثباتها بالشكل المقنع !
بالفعل يستحق القراءة .. أكثر من مرة !
Profile Image for Raya راية.
812 reviews1,515 followers
January 4, 2018
استمتعت جدًا بهذه الرحلة التاريخية الدينية المتتبِّعة لتطور الأفكار اللاهويتية في الأديان الثلاثة، بأسلوب يوسف زيدان المميّز دومًا.

كتاب سلس بسيط، على الرغم من ثقل الأفكار التي يطرحها. أنصحه به.

Profile Image for Ingy.
205 reviews525 followers
May 15, 2010
ذكي هو يوسف زيدان... يعرف جيدا كيف يروج لنفسه بين الجمهور..
منذ تسعينيات القرن الماضي وهو يكتب في تحقيق التراث وربما مقارنة الأديان أيضا.. وما كتبه ليس ��قط أبحاثاً ودراسات موجهة للمتخصصين في هذا المجال، بل حولها إلى كتب زادت عن الثلاثين كتاباً.. أي أنه حاول التوجه إلى الجمهور.. لكنه لم يلق أي استجابة من جمهور لا يهتم كثيرا بهذا المجال..
ما هو الحل إذا؟
الحل هو الوصول إلى الجمهور بالكتابة بالأسلوب الذي يعجب القارئ العربي ويصل إليه جيدا.. الرواية.. رواية تحمل أفكاراً مثيرة للجدل وتكسر التابوهات، سوف يتهافت عليها القراء العرب من أقصى الأرض إلى أقصاها.. فكانت "ظل الأفعي".. لكنها لم تلق الرواج الذي توقعه، فكتب "عزازيل" وضمنها جرعة أكبر من الأفكار المثيرة للجدل علها تصنع ضجة تقدم اسم يوسف زيدان إلى العالم.. وقد كان.. الآن وقد عرف الجميع من هو يوسف زيدان، صارت تنفذ طبعات متوالية من كتبه، رغم أنها لازالت تقدم نفس المادة التي لا يهتم بها الجمهور العربي في العادة، لكن الجمهور يعرف أن يوسف زيدان يقدم ما هو مثير يتحدى التقاليد ويكسر العادة، فأصبح يقرأ كتبه ليس لموضوعها بل لاسم كاتبها.. وأصبحت دار في حجم دار الشروق تطبع له كتبه.. بل إن "ظل الأفعى" قد عاد ليطبع محققاً مبيعات ضخمة على الرغم من ضعف الإقبال عليه في البداية.

تأمل معي الاسم "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني".. كم كتاب كتب حول هذا الموضوع؟ العشرات.. بل المئات! تجدها دائماً في معرض الكتاب في دور نشر ومنافذ توزيع لم تسمع عنها من قبل من قبيل "دار -شيئ ما- العربي/ ـية" فتعبرها بنظرك غير عابئ ولا مهتم.. أما وقد وجدت الكتاب يحمل اسم يوسف زيدان، بل وفي دار الشروق.. فاهتمامك حتما سيتضاعف!
تأمل معي مرة أخرى حواشي الكتاب، وستجده يعود طوال الوقت لكتب سابقة له، حتماً سوف يتسابق الجميع الآن على البحث عنها واقتنائها..
بل وتأمل ذلك التعبير البرئ في ذكر أحد المصادر، وهو كتاب له كذلك، إذ يقول في هامش صـ31 "صدرت طبعة الكتاب الأولى ،والوحيدة حتى الآن، عن الدار المصرية اللبنانية، القاهرة/ بيروت، 1998."
لا أعرف لماذا ذهب عقلي إلى تفسير غريب لذلك التعبير البرئ: ذلك الرجل يعرب دون مواربة عن أمله في أن تنفذ الطبعة الأولى بعد ذلك التنويه، ويعاد طباعة كتابه مرة أخرى....
بالطبع ليس ذلك هو المقصود من العبارة، لكن لسبب ما، هذا هو ما فكرت فيه، فعلا لا أدري لماذا!!

لا يعني هذا أن يوسف زيدان رجل أفاق لا يسعي إلا للشهرة! على العكس تماما.. هذا الرجل بارع في عمله، يجيده حقاً ويعرف ما يقول، لديه علم يريد إيصاله للناس.. ، لكنه يعلم جيداً أنه مضطر أن يبحث عن طرق توصل علمه للقراء بشكل غير تقليدي في زمن لا يقدر العلماء فيه حق قدرهم، زمن أصبح فيه على العالم أن يجري وراء القارئ، لا على القارئ أن يبحث عن العلم..
ليس سوف زيدان بأفّاق إذاً.. كل ما في الأمر أن تحقيق التراث مجال مثير جدا للجدل، لما فيه من تصادم مستمر مع الحرس القديم من جميع الأديان، وليس الإسلام بالاستثناء.. لكن التصادم مع الإسلام في بلد ذو أغلبية مسلمة، ليس مثل التصادم مع ديانات أخرى، ربما لهذا لم يسع لكتابة ما يتصادم مع الإسلام، على الأقل ليس قبل أن يحقق شهرة ومصداقية لدى القراء وقاعدة متينة من المتابعين المتحمسين تجعلهم مستعدين لتقبل ما يقول دون الثورة عليه قبل حتى فهم ما يكتب...

على كل حال، ليس هذا نقد في الكتاب أو الكاتب، بل محاولة لفهم السبب الغريب لانتشار ذلك الكاتب، رغم عمله في مجال غير مطروق في عالمنا العربي..

مرة أخرى أنبه أن كلامي السابق ليس نقداً لمحتوى الكتاب، وليس ذماً في يوسف زيدان، الذي أعود للتأكيد على أنه عالم يعرف صنعته جيداً، هو فقط اختار طريقة مثيرة للجدل ليجذب انتباه القراء قبل أن يبدأ بقول ما لديه..

ويظل كتاب مثل اللاهوت العربي من الكتب التي تتناول موضوع في منتهى الأهمية، أرجو أن أجد كتباً أخرى تتناوله، بزوايا أخرى، وآراء أخرى.. وكلما اختلفت الآراء وتنوعت، اتسعت مدارك القارئ، وازداد علماً ومعرفة وقدرة على الفهم والتعامل.

-------
نأتي للكتاب نفسه..

يبدأ الكاتب في معرض حديثه عن المنهج في الهجوم على الكتاب الذين "يدعون" من وجهة نظره الكتابة في الأديان المقارنة، بينما هم يكتبون انطلاقاً من خلفياتهم الدينية فلا يستطيعون الكتابة بموضوعية وينحازون إلى دينهم الخاص.
هذا الموقف يبدو أنه يعني أن الكاتب قد تخلص من ذلك الانحياز، وانه سيكتب بموضوعية، لكنه لم يستطع ذلك، وهو ما رأيته في كم علامات التعجب التي ألحقها بنهاية كل جملة تصف شيئ لا يصدقه الكاتب -كمسلم- في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد..
أعرف أنني كمسلمة سأفكر بنفس الطريقة، لكنه أدعى في البداية أن بحثه العلمي غير منحاز، بينما علامات التعجب هي تعبير عن الدهشة، وربما عدم التصديق، فأين الموضوعية هنا؟ حتى لو كنت لا تصدق ما كتب في هذه النصوص، فأنت تذكر ما كتبت بموضوعية وليس لك أن تبدي أو تخفي اندهاشك مما ورد فيها..
ربما قصد من وراء ذلك التأكيد على المواضع التي أثارت جدلاً بين أهل هذا الدين نفسه فجعلتهم ينشقون عليه ويتفرقون إلى مذاهب عدة.. فهل الأمر كذلك فعلاً؟ لست واثقة.

جعلني هذا أقلق من مدى موضوعة الكاتب في باقي الكتاب.. لكنني لا أستطيع أن ازعم مع ذلك أنني وجدت ما يؤكد مخاوفي تلك.
----------

أما عن موضوع الكتاب نفسه، وهو جدلية العلاقة بين اللاهوت والعنف الديني، فلم يأخذ من الكتاب إلا حيزاً ضئيلاً جدا وهو القسم الثاني من الخاتمة، في حين خصص الكتاب بأكمله لإثبات أن اللاهوت العربي هو امتداد للاهوت المسيحي واليهودي.. الفكرة جديدة فكانت تستحق بالطبع شرحاً وافياً مثلما فعل هذا الكتاب، لكنه أتى على حساب الموضوع الرئيسي للكتاب، الذي كان يستحق مزيد من الشرح والتحليل.. فربما كان من الأجدر أن يسهب الكاتب في شرح موضوع العنف الديني ولو بإصدار جزء ثان للكتاب، طالما أن هذا هو الموضوع الرئيسي الذي من أجله قرأنا الكتاب من الأساس! يقودني هذا إلى موضوع اللاهوت العربي ذاك..

يرى الكتاب أن ما أسماه "باللاهوت العربي" هو امتداد للاهوت اليهودي والمسيحي، على اعتبار أن الديانات الثلاثة اهتمت بمسألة "الصفات الإلهية"، وهو يربط ربطا ذكياً فعلا بين ظهور هذا اللاهوت العربي في المناطق التي كانت معقلاً للعرب كشعب له عقليته الخاصة البراجماتية وطريقته في تناول الموضوعات الدينية، والمناطق التي سادت فيها اليهودية والمسيحية وساد فيها بالتالي جدال طويل حول مسألة صفات الإله.
ملاحظة لماحة جدا، ذكية جدا، حقيقية جدا..

لكن الكتاب مع ذلك يقلل من شأن حقيقة أن مسألة البحث في "صفات الإله" لم تكن على نفس الدرجة من الأهمية أو لنقل "الخلافية" في الإسلام مثلما كانت في اليهودية والمسيحية، بل المسيحية بشكل خاص حيث كانت تلك القضايا هي محور
اللاهوت المسيحي، بل ومحور الخلافات التي أدت إلى انشقاق مذهبي كبير في المسيحية، بينما حدث الإنشقاق المذهبي في الإسلام لأسباب أخرى طغت على الساحة الإسلامية، وهي موضوعات سياسية بالأساس تحولت إلى خلافات عقائدة مع الوقت..

بالطبع نال البحث في "الصفات الإلهية" أهمية كبيرة، وبالطبع كان أساس بعض الفرق الإسلامية، لكنه لم يكن الأساس الوحيد لها، واعتقد انه لم يكن محور لدى البعض كذلك، وسرعان ما طغت عليه خلافات أخرى، دفعت بهذا الموضوع إلى الهامش.
هل أخذ هذه النتيجة في الاعتبار كان سيؤثر في النتيجة النهائية للكتاب؟ لا أعتقد، لأن الهدف من الكتاب أصلا لم يكن الإقناع بأن علم الكلام هو نفسه علم اللاهوت، بل كان الهدف هو الوصول إلى علاقة اللاهوت بالعنف الديني.. لكنني لا أظنها ملاحظة يجدر التقليل من شأنها..
---------

تعدني مقدمة الكتاب بأنه لن يجيب عن أسئلتي، بل إنه سوف يساعدني كي أطرح المزيد منها، فهل تحقق هذا؟
إطلاقاً.. بالعكس، أجاب الكتاب عن بعض ما كان لدي من تساؤلات حول موضوع اللاهوت، العربي وغير العربي، لكنه لم يساعدني في طرح أسئلة جديدة، حول جدلية العلاقة بين الدين والعنف.. وأعتقد أن من ولد لديهم الكتاب أسئلة لم تكن في هذا الموضوع أيضا، بل كانت في موضوع الدين نفسه، وطبيعة الديانتان اليهودية والمسيحية، التي صاحبتهما كم كبير من علامات التعجب على مدار فصول الكتاب.. أجزم أن هذه هي التساؤلات التي يتحدث عنها من قرأوا الكتاب، وربما كان هذا هو ما أدركه الكاتب أيضاً في مقدمته..

هل يعد رأيي هذا تحاملاً على الكاتب؟ لا أعتقد..
وارد جد أن أكون فسرت بعض ما رأيته في الكتاب تفسيراً يحمل تلك الإشارات أكثر مما تحتمل، لكنني في النهاية إنما اكتب خواطري عن ما لفت نظري في هذا الكتاب، وليس نقداً متخصصا. ولنعتبرها خواطر أولية، بعد قراءة أولى غير متعمقة.. ومثلما قال أستاذ لي من قبل ما معناه "كي أقرأ كتباً حقاً لابد من قراءته ثلاث مرات، الأولى قراءة انطباعية عامة، والثانية أكثر تدقيقاً، والثالثة القراءة النقدية الثاقبة".. وانا ل�� أكتب رأيي هذا إلا بعد القراءة الانطباعية الأولى، دون الخوض في تفاصيل المنهج المستخدم ولا العلاقات بين المتغيرات، ولا الإثباتات والنتائج.

---------

وبعد، فالكتاب، بعد هذه القراءة المتعجلة، يستحق أربعة نجوم لو كان قد التزم بتقديم ما وعد به في العنوان، لكنه لم يقدم لي جدلية العلاقة بين الدين والعنف إلا في فصله الأخير، فلا استطيع أن أقول أنه أوفى بالتزامه الذي قدمه للقارئ في العنوان.. لكنه في الوقت نفسه لا يستحق تقدير منخفض، فهو قد قدم شرحاً وافياً عن موضوع اللاهوت، شرحاً ممتازاً ممتعاً كذلك، فلا استطيع أن ابخسه حقه في التقييم.. لذلك كان الحل الوسط بالنسبة لي أن أعطيه ثلاثة نجوم..

وأعود للتأكيد على أهمية هذا الكتاب في هذا المجال غير المطروق، أرجو أن يجد الاهتمام الكافي. وأرجو أن أجد المزيد من الكتب حول هذا الموضوع.
Profile Image for Tahani Shihab.
592 reviews1,079 followers
December 15, 2021
“نسعى في هذا الكتاب إلى رصد الوصلات العميقة بين اليهودية والمسيحية والإسلام، والبنيات العامة الحاكمة، والارتباطات العميقة ذات الجذور التاريخية المطمورة، بين الدين والسياسة، وبين التدين والعنف، وبين التعصُّب والتخلُّف”.


“أن التراث العربي/ الإسلامي، لن يمكن فهمه أو الوعي به، من دون النظر المتعمِّق في الأصول العميقة لهذا التراث الإنساني الهائل”.

“هذا الكتاب وضع بشكلٍ عام للمهتمين بالدين والساسة، وبشكلٍ أعمَّ للقارئ الواعي المنشغل بارتباط الدين بالعنف وبالسياسة، شريطة أن يكون هذا القارئ غير كسول، وغير معتاد علي تلقِّي الإجابات الجاهزة عن الأسئلة النمطية”.

يوسف زيدان.
Profile Image for فهد الفهد.
Author 1 book5,099 followers
June 24, 2011
اللاهوت العربي

أول كتاب فكري أقرؤه ليوسف زيدان، بعدما قرأت رواياته الثلاث (ظل الأفعى)، (عزازيل)، و(النبطي)، ورغم أسبقية تعرفي على يوسف زيدان الأديب، إلا أن زيدان لم يصبح أديبا ً – كاتب روائي – إلا متأخرا ً مقارنة بتخصصه وأعماله وكتاباته السابقة والتي تزيد على الستين كتابا ً في الفكر الإسلامي، التصوف، الفلسفة، تاريخ العلم والمخطوطات.

يضع يوسف زيدان هدفه منذ البداية في مقدمة الكتاب، عندما يوضح مقصوده باللاهوت العربي، حيث يرى أن الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية وال��سلام ديانة واحدة ذات تجليات ثلاثة، ثم يمضي في فصول الكتاب دارسا ً تعامل هذه الديانات مع الذات الإلهية، مبرزا ً الرب التوراتي وصفاته في اليهودية، ثم اللاهوت المسيحي الذي حاول حل الإشكال اليهودي بالانتقال من الثيولوجيا إلى الكريستولوجيا، أي من الله إلى المسيح وتركيز الجدل اللاهوتي حوله، ليصل إلى علم الكلام الإسلامي وقضاياه والتي يرى أنها نبت للاهوت المسيحي واستكمال لهذا اللاهوت المستتر الذي يكشفه زيدان ويسميه اللاهوت العربي.

كما سنلاحظ تركيز المؤلف كدلالات لفكرته على ظهور هذا اللاهوت العربي في منطقة جغرافية واحدة هي الهلال الخصيب، وإبرازه لكيف أن الهرطقات المسيحية التي ظهرت كلها تركزت في هذه المنطقة، وهي هرطقات يرى أنها جاءت كرد من اللاهوت العربي الذي لم يتقبل ما تقبلته العقلية المصرية / اليونانية حول طبيعة المسيح وكونه إلها ً وابن إله.

أضعف ما في الكتاب هو شقه الأخير، عندما يفرغ زيدان من بحوثه، ويبدأ شق التفكير بحل لمشكلة العنف الديني والتي جند لحلها قدراته البحثية ونموذج (اللاهوت العربي)، حيث يأتي الحل إنشائيا ً برأيي من الفهم والتفهم إلى الضبط المتوازن والتعاون الدولي !!

Profile Image for Muhammed Mustapha.
117 reviews19 followers
October 6, 2012
فعلا كتاب ليس للقارىء الكسول فهو لا يعطى اجابات على الاسئلة التى تدور فى ذهنك ...وبة كمية معلومات ضخمة ...كتاب يستحق القرأة
وسأقرأة مرة اخرى
....................................
مع انى لى بعض النقد على الكتاب
1- الكاتب لم يكن محايدا ابدا عندما تكلم عن العقيدة اليهودية وجاء اسلوبة ساخرا جدا من ما فيها من تصورات لا يقبلها عقل
2- الكاتب مر مرور الكرام على الدين الاسلامى لا اعلم هل بسبب خوف الكاتب ام بسبب قناعة شخصية له ؟
Profile Image for H Mostafa Gendya.
62 reviews100 followers
November 3, 2022
وإلى هنا، يمكنني القول إن الكتاب اسمه "اللاهوت العربي" وفقط، أما بقية العنوان "وأصول العنف الديني" فلم أجد له أثراً يذكر في الكتاب. فالكتاب على مدى فصوله السبعة يشرح كيف نشأ اللاهوت العربي من مناقشات المذاهب المسيح��ة المختلفة التي حاولت حل مشكلة الصفات، والتي أثارتها اليهودية في الأصل، وكيف ورثه علم الكلام الإسلامي أو كيف كان بمثابة امتدادٍ له. حاشا القولين الثالث والأخير اللذان أوردهما في الخاتمة، وتحدث فيهما عن صلة الدين بالسياسة، وصلة الدين بالعنف. فهل ما أخذاه من مساحة واهتمام بالنسبة لحجم البحث كاملاً، يجعل من اسمه "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني"؟
__________________________________

في ظل الجدل الذي ثار ودار حول رواية يوسف زيدان الأشهر: عزازيل، والصخب الذي صاحبها بمجرد صدورها، خرج علينا ببحثٍ لا يقل أثراً وإثارة عن الرواية: اللاهوت العربي وأصول العنف الديني.

افتتح بحثه بعبارة مستفزةٍ محفزةٍ، وبيَّن في آخر المقدمة أن أصحاب العقول الكسولة، التي أدمنت تلقي الإجابات الجاهزة، عن الأسئلة المعتادة، ليسوا الفئة المستهدفة، بل القارئ الواعي المنشغل بارتباط الدين بالعنف وبالسياسة.

في مقدمة بحثة الطويلة -أطول حتى من بعض الفصول- يضع ويوضح بعض النقاط والتمهيدات التي جعلت من هذه المقدمة لا تقل أهمية عن أيٍ من فصوله، إذ اشتملت على عدد من الأفكار وجب على القارئ أن يعيها ويعتني بها لأهميتها في فهم ما تلاها.

أولى هذه الأفكار التي أشار إليها: اليهودية والمسيحية والإسلام، ديانة واحدة ذات تجليات ثلاثة.
وهو رأي وطرح على ما قد يحدث للبعض من صدمة واندهاش، يمكن استنتاجه بالجمع بين الآيتين:
﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامِ﴾
﴿وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾
وبالوعي بمفهوم الدين/الإسلام عندنا، دين الفطرة. دين الأنبياء من لدن آدم إلى محمد. من عرفنا منهم ومن لم نعرف. وإن تغيرت المسميات، واختلفت الشرائع، وحاد الأتباع عن الطرق، وطالت الوحي معاول التحريف، وتراكم على الحق أباطيل حجبته عن عيون الناظرين.
وما نرى من اختلافات بين الديانات الثلاثة إنما هو نتاج التحريف والانحراف عن الأصل.
وأبعد من ذلك القول بأن التشابهات والأمور المشتركة ليست مقتصرة على الإسلام والمسيحية واليهودية فقط، بل تتسع لتشمل كل الأديان، حتى الوضعي منها. فإننا إن نظرنا في دين -أي دين- سنجد أصولاً مشتركة، فضلاً عن الفروع. فإن عكفنا عليه باحثين منقبين؛ سنجد في أطلاله بقايا حق محرف، مَرَدّه إلى الوحي الواحد من الإله الواحد، بالدين الواحد.

ولعل الحديث عن الأديان الوضعية يأخذنا إلى الفكرة الثانية: سماوية الدين بالضرورة.
شاع في ثقافتنا المعاصرة وصف الديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام بالسماوية. دون انتباه إلى أن أي دين -أياً كان- هو بالضرورة سماوي لغة واصطلاحاً. والوصف بالسماوية إنما هو وصف مستحدث -حسب ما جاء في الكتاب- لم يستخدمه غالبية المتقدمون ولا المتأخرون عند الحديث عن الديانات الثلاثة. وإنما استخدموا المصطلح القرآني: الديانات الكتابية. نسبة إلى أهل الكتاب (اليهود وكتابهم التوراة، والمسيحيين أصحاب الإنجيل)
ويرى الأصح إذا أردنا تمييز الديانات الثلاث عن غيرها أن نصفها بالرسالية أو الرسولية، لأنها أتت إلى الناس برسالة من السماء عبر أنبياء ورسل يدعون الناس إلى الله.
وهنا أتساءل: انت كدة عملت ايه؟! زرادشت دعا الناس إلى الله بصفته نبياً رسولاً منه إلى الزرادشتيين، وكذلك بوذا وغيرهما. فأين التمييز بين الديانات الثلاث محل البحث -بنعتها رسالية أو رسولية- وباقي الديانات؟!

وبما أن المقارنة إنما تكون بين المختلفات، وهو يتبنى فكرة أن الديانات الثلاثة، هي في أصلها وجوهرها دين واحد له ثلاثة تجليات، وبما أن مصطلح مقارنة الأديان -من وجهة نظره- إنما هو يعني في بلادنا البحث في قضية دينية ما، ورصد الإختلاف فيها أو الإتفاق حولها بين ديانتين أو أكثر، أو هو العلم الذي يعرض لكل دين على حدة بقضاياه كلها، ثم يعرض لدين آخر على النمط ذاته، ويرصد وجوه الاختلاف والاتفاق بينهما.
وبما أن الباحث المعني بمقارنة الأديان هو غالباً معتنق لدين من هذه الأديان، يرى بالضرورة أنه الحق الذي لا مراء فيه، وإلا لما اعتنقه، فلا يستطيع التجرد من انتمائه الحتمي إليه عند مقارنته بغيره، وبالتالي لا يمكن وصف بحثه بالحيادية والموضوعية.
وبما أن الكتابات التي توصف بأنها مقارنة أديان غالباً ما تكون تمجيداً لدين معين، واستعراضاً لفضائله، في مقابل التعريض بالأديان الأخرى وإثارة الشبهات حولها.
وبما أن المشاهير من مؤرخي العقائد والديانات ما كانوا يعرفون اللغات الأصلية التي كتبت بها تلك الديانات، واعتمدوا في كتاباتهم على حكاية ما كان يبلغهم من حكايا. فإن هذا البحث ليس بحثاً في مقارنة الأديان بأيٍ من المعاني السابقة.

وما يميز هذا البحث عن ايٍ من البحوث التي كتبت، والتي لا تخلو غالبا من إحدى المآخذ المشار إليها في الفقرة السابقة هو المنهج:
- محاولة التجرد من الميول والاعتقادات الدينية والمذهبية، سعياً للوصول إلى الموضوعية اللازمة لتفسير الظواهر الدينية.
- الإقران -لا المقارنة- والمقاربة بين الديانات الثلاث، على أساس أنها تجليات ثلاثة لجوهر ديني واحد.
- مقارنة الأديان إن كان ثمة ضرورة لها، فإنها يمكن أن تكون بين الديانات الثلاث مجتمعة، والديانة المصرية القديمة مثلاً أو إحدى ديانات الهند، لأن في هذه الحالة سيكون الاختلاف في الجوهر قائماً.
- الاجتهاد في طلب النظر إلى الفكرة الواحدة عبر عدة منافذ، والمرونة في فعل ذلك، وإن استدعى ذلك الوقوف على نفس الواقعة عدة مرات، كما فعل مع فكرة النبوة مثلاً.

- النظر للتراث الممتد منذ اليهودية المبكرة، حتى الفكر الإسلامي المعاصر على أنه (متصل تراثي واحد) لا يمكن فهم جزءًا منه منفصلاً عن الآخر.
هذه فكرة من الأفكار الأساسية التي انطلق منها زيدان في بحثه، وهي كذلك جزء من منهجه في قراءة التراث، فهو يرى أن التراث العربي الإسلامي مثلاً، لا يمكن فهمه دون العناية بدراسة التراث الإنساني الأسبق عليه زمناً، والذي كان بمثابة مقدمات له، وكان هو بمثابة امتداد لها.
الفكرة الثانية أساسها: استيعاب أنه لا يشترط اقتصار التأثير على الأسبق دون الذي يليه؛ فقد يؤثر اللاحق في السابق حين يتعاصران. فاليهودية مثلاً ظلت فارغة من فكرة البعث والقيامة، إلى أن جاءت المسيحية والإسلام من بعدها، فاستكملت اليهودية منظومتها الدينية بتأثير من الديانتين التاليتين لها: المسيحية والإسلام.
مع الأخذ بالاعتبار أن الأسبق غالباً ما ينكر الذي يليه، كحال اليهودية مع المسيحية والإسلام، بينما يعترف اللاحق بما سبقه، كشأن الإسلام في الاعتراف بما جاء قبله من الرسالات.
الفكرة الثالثة والأخيرة مفادها الوعي بأن اختلاف اللغات المعبر بها عن المفاهيم والاصطلاحات الدينية، قد يوهم بأن هذا المفهوم أو ذاك المصطلح، مختلف الدلالة بين العرب والسريان، مع أن المعنى المراد واحد. وكذلك الترجمة وما قد تؤدي إليه من تغيير مقصود أو غير مقصود؛ حتى أن من الناس من عدَّ الترجمة درجة من درجات التحريف، وإن تُعُهِدَ النص بالأمانة، وتحري فيه الدقة.

لما كان البحث يكثر استخدام اصطلاحات بهت وغام مدلولها الأصلي؛ لفرط استخدامها في غير دلالاتها التي وضعت لأجلها، تعين عليه ضبط هذه المفردات؛ تحاشياً للتشوش، وتجنباً للغموض.
وعلى رأس هذه المفردات:
- اللاهوت. وهي كلمة يقصد بها من حيث المعنى: الإلهيات أو العلم الإلهي أو ذات الله وصفاته.
وشاع استخدامها في التراث المسيحي، حتى صارت اسماً لمبحثٍ ضخمٍ يدرس طبيعة وصفات الثالوث، وتشير إلى كل ما له علاقة بالعقيدة المسيحية والإيمان المسيحي، فاتسع مدلول اللفظ، وفقد بذلك معناه.
- الهرطقة. وهي نقيض الأرثوذكسية/الدين القويم والطريق المستقيم. والمهرطق هو من ينكر أصلاً من أصول الدين، أو يؤمن إيماناً مشوباً ببعض الاعتقادات الباطلة من وجهة النظر الأرثوذكسية. وهو غير المرتد الذي يخرج من الدين بالكلية.

وفي ختام مقدمته الطويلة، يؤكد على أن غايته من وراء كتابه هذا لم تكن الغرق في نظريات ومباحث دينية باعتبارها أفكاراً مجردة، ولكن محاولة لفهم ارتباط الدين بالسياسة، وبالعنف الذي لم -ولن- يخل تاريخنا الطويل منه. يهوديه ومسيحيه وإسلاميه.




جذور الإشكال: الله والأنبياء في التوراة.


بعدما اجتهدت الحضارات الإنسانية القديمة في تقديم صورة مثلى للإله، بوصفه عادلاً ك��ملاً متسامياً في عليائه، كما هو الحال مع آمون -الذي يعني اسمه المختفي أو المحتج��- ف�� الديانة المصرية القديمة مثلاً، أتت اليهودية بصورة إشكالية للإله؛ لم تقتصر على تعدد أسمائه، فالرب في التوراة هو (يهوه) و(أدوناي) و(إلوهيم) و(إيل) وهو (رب الجنود) و(أهيه الذي أهيه).. بل تعدى الإشكال مجرد تعدد الأسماء، ووصل إلى صفاته.

فالرب في التوراة ينتابه القلق، لأن آدم آكل من شجرة المعرفة، فصار عارفاً مثل (الآلهة) وقد يأكل من شجرة الخلود/الحياة فيصير أبدياً مثل الآلهة، ولذلك طُرد آدم!

والرب في التوراة ينسى نوحاً ومن معه، ويستلذ رائحة الشواء، ويندم على أفعاله السابقة!

والرب في التوراة يتخذ صورة رجل آدمي، ويصارع يعقوب فلا يقدر عليه، فيصرعه يعقوب وينتزع منه نبوته!

والرب في التوراة يحْمَى غضبه وينتقم لبني إسرائيل فقط، ويأمر نبيه يوشع بن نون بالإمعان في القتل وإبادة الناس، ليدخل بني إسرائيل الأرض التي وعدهم بها!
ولا عجب في ذلك إن أخذنا بعين الاعتبار أن نظرة اليهود للرب واعتقادهم فيه، أنه إلههم وحدهم من دون الناس، وهم أبناءه وشعبه المختار، الحقيقون بتفرغه لهم، ونزوله إليهم في خيمة الاجتماع كلما جَدَّ جديد!
ولأن هذه نظرة اليهود لأنفسهم ولإلههم، فهم ينظرون إلى غير اليهودي على أنه غير كامل الإنسانية، لا يمكنه أن يحلم بالانضمام إلى جماعة الرب، ما دام لم يولد لأم يهودية؛ فهو (أممي) يحل قتله واغتصاب أرضه وسبي نساءه. وتساوي سبعة وسبعين من أرواح هؤلاء، روح شخص يهودي واحد -كما في التوراة، وقد رفع اليهود المعاصرون مؤخراً هذه النسبة غير المتناسبة، فصاروا إذا قتل منهم العرب واحداً، قتلوا منهم مائة إنسانٍ أو أكثر!

ولم يقف الإشكال في النص التوراتي عند صورة الإله فقط، فالصورة التوراتية للأنبياء كذلك مفزعة.
فنجد نوح يسكر ويجري عارياً، وإبراهيم يستخدم زوجته للحصول على المال، ولوط يسكر ويزني بابنتيه، ويعقوب يحتال ويخدع أبيه إسحاق ليحصل منه على البركة...

وهذه صفات من غير اللائق إطلاقها على البشر، فما بالك بالله والأنبياء الذين ألصقت بهم التوراة هذه الصفات بكل وضوح، ودون أي مواربة.
وقد حاولت اليهودية، والمسيحية من بعد، عبر تاريخهما الطويل، أن يقدما حلولاً؛ بغية إبقاء القداسة ضافية على نصوص العهد القديم.
ولكن ظل الإشكال قائماً.




الحل المسيحي: من الثيولوجيا إلى الكريستولوجيا.


في هذا الفصل يشرح زيدان كيف بدأت المسيحية كامتدادٍ لليهودية، يمكننا -مجازاً- أن ننعتها بحركةٍ إصلاحية، تهدف إلى تقويم الديانة نفسها. "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأُكَمِّلَ."
وكيف انتهى بها الأمر إلى ديانةٍ مستقلةٍ في ذاتها عن اليهودية، وإن كانت تنطلق منها. وكيف تطور المسيح، الذي هو عماد الديانة ومحورها، إلى إله معادلاً لله.. أو هو الله!

والمبدأ دائماً عند إبراهيم إذا أراد أحدهم الحديث عن الديانات الثلاث التي عرفت باسمه: اليهودية والمسيحية والإسلام. الديانات الإبراهيمية.
ففي التوراة وعد الرب إبراهيم قائلاً له: "لنسلك أعطي هذه الأرض، من نيل مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات" واليهود المؤمنون بما ورد في كتابهم المقدس، كانوا ينتظرون -بطبيعة الحال- أن يتحقق ذلك الوعد.
وكلما قامت لهم قائمة، وتأسست لهم مملكة، كتلك التي أقامها داود وسليمان بين الممالك الفلسطينية، تجددت آمالهم، وانتشت قلوبهم. ولكن ما تلبث هذه الآمال أن تتبدد مع موجات القهر والإذلال التي عانى منها اليهود طيلة تاريخهم الكئيب.
فهم من أسرٍ بابلي، إلى احتقار الشعوب لهم، إلى تدمير الرومان لعاصمتهم، إلى الفتك المسيحي بهم.. فضلاً عن انشقاقهم على أنفسهم، وحروبهم الطاحنة فيما بينهم.

وفي القرن الثاني قبل الميلاد، سطعت بقوة فكرة المسيَّا/الماشيح. وهي كلمة تعني حرفياً الممسوح بالزيت المبارك، وهو البطل الملك المخلص، الذي ينتظره اليهود ليخلصهم مما هم فيه، ويحقق لهم وعد الرب الذي طال انتظاره.

وقبل يسوع المسيح الذي نعرفه، ظهر كثيرٌ من المتحمسين اليهود، بل المغامرين وقطاع الطرق، الذين ادعى كل واحدٍ منهم أنه الماشيح المنتظر. فكان أحبار اليهود وعلماؤهم يختبرون هؤلاء المدعين، فإن وجدوه كاذباً -ودائماً ما كان كذلك- يصرفونه عن دعواه بالحسنى أو بالازدراء، أو يسلمونه إذا لم يرتدع، إلى السلطة الرومانية لتقرر العقاب المناسب له. وعادة ما كان الصلب.

وجائت الأسفار الأخيرة في العهد القديم، والتي تعرف بأسفار الأنبياء الصغار، تحمل النقمة على ذلك الزمان وأهله، الذين يظهر منهم كل حين من يدعي أنه الماشيح المنتظر.. والبشارة بقرب مجيئه.

وهكذا جاء يسوع المسيح، وكان من خبره مع اليهود ما عرفنا. واستمرت الأحداث من بعده على نفس الوتيرة، كأن شيئاً لم يكن: يظهر من يدعي أنه المسيح، فيختبر اليهود صدقه، ويسلموه إلى الرومان فيصلب. وكانت الثورات اليهودية لا تهدأ في أورشليم وما حولها، حتى نفذ صبر روما، فأتاها جيش الرومان الذي هدمها على رؤوس من فيها، ودمر المعبد، وبدد شمل اليهود مرةً أخرى. وكان ذلك بعد سبعين سنة من ميلاد يسوع المسيح، بحسب تاريخ الميلاد الذي اتفقت عليه الكنائس.

وفي بداية دعوة يسوع، كان يطرح نفسه وما يبشر به، على أنه امتداد لليهودية، معنيٌ فقط "بخراف بيت إسرائيل الضالة" دون بقية الأمم. وكان يوصي تلاميذه: "إلى طريق الأمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا..."
والظاهر أن المسيح يئس من دعوة هؤلاء، الذين سماهم في غمرة ثورته "بأولاد الأفاعي" وأدرك أنهم ليسوا التربة الصالحة للبشارة التي جاء بها. فذهب عنهم، واتجهت خطاه إلى الفداء الأعظم على خشبة الصليب، فمات ثلاثة أيام، ثم أمر -بعد قيامته من الموت- تلاميذه المعروفين في المصطلح المسيحي بالرسل، وفي المصطلح الإسلامي بالحواريين، أن يبشروا الأمم كلها.
ثم صعد بعد ذلك الإعلان الختامي إلى السماء مرة ثانية، حيث المكان اللائق به كإنسان إلهي، أو ابن ذهب إلى أبيه، أو رب وإله موضعه الطبيعي السماء، لا الأرض.
"ثم إن الرب بعدما كلمهم، ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله. وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم، ويثبت الكلام بالآيات التابعة"

وعلى هذا النحو خرجت المسيحية -بفضل التلاميذ- إلى الأنحاء المجاورة، وبعد حين من الدهر، ليس معلوماً على وجه الدقة، كتب التلاميذ، وتلاميذ التلاميذ، تلك الأناجيل المعتمدة وغير المعتمدة، ومضوا يبشرون بملكوت السماء، ومعجزات المسيح، وأقواله من موعظة الجبل، حتى وداعه إياهم في ليلة العشاء الأخير.

في القرن الثاني انتشرت المسيحية انتشاراً واسعاً. وفي القرن الثالث بدأ التمييز بينها وبين اليهودية، كديانتين مختلفتين. وفي القرن الثالث ذاته بدأ الخلاف بين المسيحيين أنفسهم، حول طبيعة السيد المسيح: هل هو بشر نبي جاء بالبشارة، أم هو الله بذاته نزل إلى الأرض حيناً، ثم عاد ثانية إلى السماء؟

وكما سبقت الإشارة، فإن الأناجيل التي كانت بأيدي الناس في هذه الفترة كانت كثيرة ومتضاربة، ولهذه الكثرة دوراً في تشتت الأذهان، وتشوش صورة المسيح في هذه الأذهان. ما دعا إلى انعقاد مجمع نيقية المسكوني سنة 325 ميلادية. وفيه تم اعتماد الأناجيل الأربعة: متى ولوقا ومرقس ويوحنا.
وفي مرحلة تالية، سيكون للتعبيرات المجازية الواردة في هذه الأناجيل الأربعة، الأثر القوي في الجدل والاختلاف والخلاف الذي نشب بين الكنائس، حول طبيعة المسيح.
وفيه تقرر ماسوف يعرف بقانون الإيمان، والذي عُدِّل واستُكمل بعد ذلك عدة مرات في مجامع كنسية تالية، انعقدت بسبب الهرطقات متوالية الظهور.
والصيغة الأولى المشهورة باسم قانون الإيمان النيقي، كانت تتضمن ما يلي:
يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل فلاحنا، نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وتأنس، وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، وتألم، ودفن، وقام في اليوم الثالث.

وبطبيعة الحال فإن رجال الكنيسة تنبهوا إلى خطورة الأناجيل الكثيرة -غير الأربعة المعتمدين- والمشوشة على الإيمان الأرثوذكسي القويم، الذي صيغ في مجمع نيقية. فتشكلت بعد المجمع ببضع سنين لجنة دينية دنيوية (كنسية، إمبراطورية) سنة 331 ميلادية، مهمتها التفتيش عن، وإعدام الأناجيل الأخرى. وهكذا بقيت فقط الأناجيل الأربعة: متى، لوقا، مرقس، يوحنا. وتم حفظها، وتداولها على نطاق واسع، مع الرسائل المسماة بأعمال الرسل، فكان من ذلك ما نعرفه اليوم بالعهد الجديد. المكمل للعهد القديم، المشتمل على أسفار التوراة الخمسة، وأسفار أنبياء اليهود الكبار والصغار. فيكون مجموع ذلك كله: الكتاب المقدس.

وبالنظر في قانون الإيمان النيقي، وبداية أقدم الأناجيل الأربعة، انجيل متى، وكذلك الأناجيل الثلاثة الأخرى؛ نجد أن الإيمان المسيحي ينطلق من المسيح ويستقر عنده، وحوله تتمحور الديانة كلها. بل هو الديانة ذاتها. وشيئاً فشيئاً أصبح المسيح معادلاً لله، ثم غدا مع اجتهادات الآباء الأوائل الأرثوذكس، هو الله الذي غاب وناب عنه المسيح.

ولأن كل ما هو إلهي(ثيولوجي) قد أمسى متعلقاً بالمسيح؛ فإن المشكلة الكبرى في اليهودية(صفات الله) لم تعد مطروحة للنظر، وإنما صار الإيمان القويم الأرثوذكسي إيماناً بالمسيح، الذي هو الله، وصار التشكيك في ألوهيته التامة يعني الكفر بعينه، أو بحسب الإصطلاح المسيحي: هرطقة.




النبوة والبنوة: فهم الديانة، شرقاً وغرباً.


من فلسطين انتشرت المسيحية شرقاً وغرباً، والحال في الشرق يختلف شديداً عنه في الغرب، وكلاهما مختلف عنه داخل فلسطين نفسها.

ففي الغرب كانت مصر، واليونان، وكلتاهما حضارتين عظيمتين، ولهما آلهة وديانات عاشت فيهما واستقرت قبل مجيئ المسيحية بزمنٍ طويل. لكن، وعلى عكس البلاد الواقعة شرق فلسطين، استقبلت كلتا الحضارتين: المصرية واليونانية، الديانة الوافدة بفهم أرثوذكسي قويم.
ويرجع ذلك إلى طبيعة الديانات والعقائد المصرية واليونانية قبل المسيحية. من حيث كونها ديانات تسمح، بل وتقوم على التعدد، وتجيز التمازج بين الآلهة والبشر/اللاهوت والناسوت، ولا ترى بأساً في تأليه الإنسان أو تأنيس الإله.

والمماثلة بين الديانتين: المصرية القديمة والمسيحية، صار بديهيةٌ يصعب التشكيك فيها. فللمصري القديم فهم ونظرة لعالم الآلهة ذي أبعاد ثلاثية (ثالوث: إيزيس، حورس، أوزيريس) فلما عساه يرفض أو يستنكر فكرة التثليث؟ والفرعون عنده بمثابة (ابن الإله) فليس صعباً على ذهنه أن يقبل طرحاً لبشر بطبيعة إلهية، أو إلهاً يتجسد في صورة بشر. وكذا مفتاح الحياة والتشابه الكبير بينه وبين الصليب... إلى غيرها من الأمور المتشابهة، والتي سهلت تقبل المصري للديانة المسيحية، حتى صارت مصر بمثابة المهاد والتمهيد والوهاد لانتشارها. وكذا الحال بالنسبة لليونان.

وعلى العكس من ذلك النزوع المصري القديم واليوناني إلى تأله الإنسان وتأنس الإله، كانت الديانات السابقة للمسيحية، والتي انتشرت في الحضارات التي قامت في منطقتي الجزيرة العربية، والهلال الخصيب، تفرق تمام التفرقة بين الآلهة والبشر. والمسافة بينهما يمكن للجن والعفاريت والغيلان، والملائكة والأنبياء والكهان ملئها، باعتبارهم كائنات وسيطة بين الآلهة والبشر.

لذلك كان عصيٌ على هذه البلاد أن تتقبل الإيمان الأرثوذكسي (المسيح هو الله) كما تقبلته مصر واليونان، ولأن الفهم الأخير للمسيحية هو الفهم القويم، فإن الفهم المخالف له قد صار بطبيعة الحال، فهماً هرطوقياً.

ولأن النصوص الإنجيلية الأولى تسمح بهذا الفهم أو ذاك، فالمسيح يوصف تارة بالسيد وتارة بالرب، ويوصف في موضع أنه ابن الإنسان، وفي موضع آخر بأنه ابن الله، فكان من الطبيعي أن يعتنق المصريون واليونان الإيمان أو التأويل المتبني لفكرة البنوة، والربوبية والألوهية من بعدها. بينما كان من الطبيعي أن يؤمن العرب والكلدانيون والآشوريون واليهود الذين آمنو بالمسيح، أنه المخلص أو النبي.

فيما بعد، اختلف الأرثوذكس فيما بينهم حول طبيعة المسيح. فأما الأقباط فرفضوا رفضاً لا يقبل أي مساومة أو حلول وسط تدعو أو تشير إلى غير الطبيعة الإلهية الواحدة للمسيح، حتى الحل الوسط الذي دعى له يوسابيوس، والذي يقول بطبيعة -واحدة، ولكن- مزدوجة للمسيح، رفضوها واعتبروها توسط بين مذهب النبوة الرافض لألوهية المسيح، ومذهب البنوة القائل بوحدة الطبيعة، واعتبروه مهرطق. وأما الروم، الذين عرف مذهبهم في فترة صراعه مع مذهب الكنيسة المصرية -والتي ظلت إلى آخر نفس، وحتى الآن، ورغم كل الضغوط، متمسكة به- بالمذهب الملكاني فيقول بالطبيعتين.

أما فهم المفكرون الكنسيون الذين ظهروا في الهلال الخصيب، حيث الثقافة العربية السائدة، في الزمن السابق لظهور الإسلام، للمسيحية، فقصةٌ أخرى.




جدل الهرطقة والأرثوذكسية: الاختلاف القديم بين عقليتين.

في هذا الفصل، وكما هو واضح من اسمه، يتصدى زيدان لعرض شيء من تاريخ الجدل المبكر بين الأرثوذكسية، ونقيضها: الهرطقة.

في الزمن السابق على انشقاق الكنيستين: القبطية واليونانية، واللتان تمثلان الأرثوذكسية، عانتا من انتشار ما اعتبرتاه هرطقة، في الجناح الشرقي للديانة المسيحية، والمتمثل في شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب. حتى أن تلك الهرطقات الصادرة عمن ينتسب للمسيحية كانت أخطر على الديانة -من وجهة نظر الأرثوذكس- من الوثنية ذاتها.

وكان طبيعياً بالنسبة لرجال الدين المسيحي في الجناح الشرقي، ونظراً لعوامل وأسباب كثيرة تمت الإشارة إليها في الفصل السابق، أن تكون عقيدتهم في المسيح أنه نبي من أنبياء الله. والغرابة بالنسبة لهم هي ما يدعيه الجناح الغربي الأرثوذ
Profile Image for أحمد الخطيب.
13 reviews12 followers
June 29, 2013


بدأت فجأة في قراءة الكتاب الذي قمت بتأجيله لأكثر من عام، وأنهيته في جلسة واحدة
كَم غزير من معلومات وأحداث يربطها المؤلف بمنهج أقل ما يقال عنه أنه منتظم وشائق .. طرح فكري جديد عن منظومة عقلية وعقائدية عربية واحدة ظهرت تجلياتها في اللاهوت المسيحي و"هرطقاته" (من وجهة الظر الأرثوذوكسية) وفي علم الكلام الإسلامي .. وبحث رائد عن مثلث (الدين - السياسة - العنف)

الكتاب رائع على الصعيد المنهجي والمعلوماتي والطرح الفكري الذي يُقدمه .. مرجعٌ بحق في تطور اللاهوت المسيحي وانقسام الكنائس وعلاقة إمبراطورية الأرض بمملكة السماء.. وللقارئ "غير الكسول" الذي يُهدي إليه المؤلف هذا الكتاب أن يستزيد ويتعمق في بعض المفاهيم الإسلامية التي قد لا يكون هذا الكتاب هو أفضل ما يمكن قراءته عنها

بعض الملاحظات الجانبية:
- لم استسغ التقلب في تعامل المؤلف مع القرآن كنص إلهي مقدس مُتجاوز تارة، وتارة أخرى في توسعه في فهم القرآن كنص تاريخي في أُطُر الزمان والمكان

- فكرة الجوهر الواحد للديانات الرسالية الثلاث (التي يُفند المؤلف خطأ وصفها بالسماوية أو التوحيدية) التي يستمسك بها الكاتب دفعته إلى لي بعض النصوص والأحداث والأفكار ليًّا للتدليل على ذاك الجوهر في بعض المواضع
Profile Image for Ali.
24 reviews8 followers
January 26, 2012
هذا الكتاب أكثر من رائع وهو ليس مقارنة بين الأديان كما يقول يوسف زيدان بل هو محاولة لربطها ببعضها البعض وإيجاد أرضية مشتركة وهي الأرضية أو بمعنى أدق الخلفية التي تعثر عليها عند اختتامك له.

يقدم يوسف زيدان ها هنا تعقبا لأصول الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام وينجح تماما في نقل البيئات التي نمت فيها وانتشرت حتى وصلت لأن تصبح دعوات عالمية، وأيضا الدرجات التي تغلغلت فيها تلك الأديان على تنوع مذاهبها في الجانب الشرقي والغربي من الوطن العربي.

وفي مراحل متقدمة من الكتاب، يطرق يوسف زيدان أفكار الجماعات الدينية المتطرفة ويتقصى جذور ذلك العنف ثم يصنع بحرفية فائقة صورة واضحة مبهرة لإشكالية العلاقة المعقدة بين الدين والعنف والسياسة لدى تلك الجماعات ويوصي في النهاية أن الطريقة المثلى لدرء خطر التطرف هو مناقشة تلك الأفكار بتؤدة كي لا يحدث انغلاق يعقبه انفجار يؤدي إلى تفسخ أوصال المجتمع ويوقعه في براثن دائرة مفرعة من العنف الديني الدافع في اتجاه الخلاف السياسي بالأساس.

كما أن يوسف زيدان ينقل لنا صورة جيدة للغاية حول العلم الذي انبثق من رحم الأديان الثلاثة والذي كان الكريستولوجي ثم الكلام في الإسلام، فضلا عن إعطاء نبذة عن الفرق الكلامية والفلسفية في الديانات الثلاث أيضا
Profile Image for Muhammad Galal.
573 reviews690 followers
September 26, 2015
كتاب رائع ودسم ويحتاج إلى التركيز والقراءة على مَهَل .
-- كما قال يوسف زيدان فى مقدمة الكتاب أن هذا الكتاب لم يوضع للقارئ الكسول ، ولا لأولئك الذين أدمنوا تلقى الإجابات الجاهزة للأسئلة المعتادة .
-- أعجبنى جدًا الجزء الخاص بالديانة اليهودية " فتح لى بابًا فى التوراة لم أكن طرقته من قبل "
تكلم عن التوراة ووصف الله ببعض الصفات البشرية الذميمة كالحقد والحسد مع أمثلة على ذلك وذكر بعض الحوادث لبعض الأنبياء " صفات يستحى منها عامّة الناس !"
وتكلم عن نفسية اليهود ورؤيتهم لأنفسهم ، وأنهم أبناء الله وأحباؤه وشبعه المختار وورثة أرضه .
وتكلم عن الجدل حول الثيولوجيا" ذات الله وصفاته " فى الديانة اليهودية .

-- انتقل بعد ذلك إلى الديانة المسيحية وانتقال الجدل
من الثيولوجيا إلى الكريستولوجيا وهو الجدل حول صفات وطبيعة المسيح من حيث كونه صورة الإله أو هو الإله نفسه وتحوّل الأمر تدريجيًا إلى أن تمحور الإيمان بالمسيحية حول الإيمان بألوهية المسيح ، وغدا المشكّكون بعد ذلك فى ألوهية المسيح " مهرطقين " كأمثال بولس السُميساطى ولوقيانوس وآريوس ونسطور وغيرهم " .

-- انتقل بعد ذلك إلى الجزء الخاص بالإسلام ونزول القرآن معترفًا بكل الرسل وبكل الديانات السابقة عليه ومبشرًا لأتباعه وطرح بعض الأمور" كحقيقة المسيح "
على نحو جدلى " أى على نحو منطق لتصاعد الأحداث " ،
ثم تكلّم بعد ذلك عن منشأ علم الكلام وتكلّم عن فكر بعض الجماعات " كالمعتزلة " .
-- كتاب جيدٌ وأنصح بقرائته "دمتم قراء " .


Profile Image for Moatazz Nawwarah.
73 reviews23 followers
October 16, 2012
بحث تاريخى محترم من عالم مخطوطات محترم ، حاول الكاتب كثيراً الالتزام بالحياد و الموضوعيّة خصوصاً أنّه كان يتناول قضايا ملتهبةو خلافيّة فى أصول العقائد الثلاثة ( اليهوديّة و المسيحيّة و الإسلاميّة ) و أظنّ أن الكاتب قد أصاب الكثير من الحياد و الموضوعيّة ، بيد أنّ هذا البحث الشيّق يحتّم على قارئه أن يتبحّر فى القراءة و البحث فى أصول الخلافات ما بين العقائد و الديانات فلأكثر من مصدر و رأى
كما يحتّم البحث على قارئه أن يلتزم بحفظ جانبه ( المعلوماتى ) والتاريخى حتى يستطيع أن يقارنه بما سوف يقرؤه فيما بعد
يتميّز أسلوب الكاتب فى البحث بالترابط التامّ ما بين الحِقب التاريخيّة و البناء المُحكم و الترتيب الواضح للأفكار فى ( نموذج معرفى ) قدير لكاتب و باحث قدير أيضاً
أمّا بالنسبة للربط فى ثلاثيّة ( الدين/السياسة/ العنف ) ،والطرح الذى يطرحه الكاتب لحلّ تلك الإشكاليّة و الذى يتمثّل فى :
* تكريس الوعى لدى أفراد المجتمع بمشروعيّة النظرة السياسيّة الممكنة و ضرورة الرؤية الدينيّة المطلقة عن طريق برامج تثقيفيّة و مناهج تربويّة
* أن تصير العلاقة بين الدين و السياسة علاقةٌ ( تجاوريّة مستقلّة ) لكلٍ منهما
فهذا طرحٌ يُحترم ، على أمل أن تعيَهُ أُذنٌ واعية فى دوائر الدين و السياسة .
Profile Image for Mohamed Amin.
259 reviews40 followers
April 4, 2023
مقدمة يوسف زيدان عن كتابه " لم يُوضع هذا الكتاب للقارئ الكسول ولا لأولئك الذين أدمنوا تلقِّي الإجابات الجاهزة عن الأسئلة المعتادة" تذكرني بمقدمة نيتشه عن كتابه هكذا تكلم زرادشت " كتاب للجميع وليس لأحد".

يتعمق يوسف زيدان في بحار الديانات وهي ملعبه المحبب المعتاد ويورد حلقات الذكر عن الديانات الابراهيمية الثلاثه موجزا تشابهات وشبهات ألمت بكل منهم مقدما للقراء غير الكسولين وجبه دسمه من النوع الفاخر تحتوي علي جميع العناصر الاساسيه للتفهم والتعقل والتدبر علهم يتفكرون.

اللغه فخمه ورصينة كعادة زيدان والاسلوب هاديء ومتعقل مقدما أصول المشكله وجذورها متبوعا بمقترحات للحلول علي أساس استقراءات منطقيه للواقع والوقائع.

أورد زيدان عدة مصطلحات فى فصول كتابه مثل "اللاهوت" أو "الثيولوجيا" والمقصود بها العلم الإلهى، و"الناسوت" وهو كل ما يتعلق بالإنسان، وبداية ظهور علم الكلام في الاسلام وما تبعه من فرق مختلفه مثل المعتزله والقدريه وروادهم وموجز حكاياتهم. يدور الكتاب في فلك الدين والسياسه وهو لا يختلف في كثير عن كتابه الرائع دوامات التدين والذي تطرق فيه أيضا الي بحار التدين المتلاطمه ببحارتها من أصحاب الديانات بينهم وبين غيرهم.

عن هذه الأديان و خباياها وما تفعله بعقول أصحابها وأصحابهم وما تخلفه من صدامات وصراعات دمويه قد بدأت ولم يأن لها أن تنتهي …
Profile Image for Belal.
101 reviews374 followers
March 15, 2010
الكتاب هدفه الأساسي ،هو ما بين السطور ،الإجابة التي لا يعلنها صريحة ،ولكنه لا يهرب منها ،يقولها ولكن عبر صفحات طويلة معمقة من البحث في التاريخ والأديان ،وهو يحاول التملص من كونه يجيب إجابة واضحة عن طريق القول في المقدمة أن هذا الكتاب ليس لاؤلئك الذين يحبون الإجابات الجاهزة ،ومثل مقدمة عبدالله القصيمي لكتابه الثاني في مرحلته الالحادية "العالم ليس عقلا " ،حيث يقول أنه هذا الكتاب ملئ بسب الأنبياء والآلهة ولكنها ليست الآلهة والأنبياء التي نفهمها من الكلمات ،ولكن بمرور الزمن واكتسابه شجاعة أكبر ،لم يعد هناك معنى للمقدمة ،وأخيرا الكتاب مهم ومحاولة جيدة
..
Profile Image for وائل المنعم.
Author 1 book458 followers
May 7, 2017
أكثر ما أعجبني بالكتاب هو أصالة الفكرة و قدرة الكاتب على تأكيدها من أكثر من زاوية ... بالإضافة طبعا إلى جمال اللغة المستخدمة كعادة يوسف زيدان.

تبقى الإشارة إلى أن إستجابتي للأحداث التاريخية على العموم قائمة على الشك دائما .ففي رأيي لا حقيقة في التاريخ و إنما إقتراب أو إبتعاد عن الحقيقة و ما يخص القصص القرآني يندرج تحت مسمى الإيمان و ليس التصديق القائم على أسس عقلية. و لذا ففكرة وحدة اللاهوت العربي (المسيحي الإسلامي) منطقية على أساس إستعراض الكاتب لأوجه المسائل اللاهوتية في العصرين و بيان مدى تشابهها. أما ما يخص سير أعلام اللاهوت و الأحداث التاريخية فليست هي سبيلي للإقتناع بالفكرة.
Profile Image for Jannah .
122 reviews124 followers
May 19, 2021
من الكتب الدسمة والمليئة بالمعلومات والمفيدة جداً

يتناول الديانات الثلاث اليهودية, المسيحية والاسلام ويبين لنا ان جوهر هذه الديانات واحد لكنها تجلت بثلاث صور مختلفة
ويبين الفرق بين اللاهوت والناسوت وكيف اثرت المثيولوجيا اليونانية والمصرية القديمة على فكرة الاله لدى المسيحيين الارثذوكس وكيف لم تتقبل المجاميع المس��حية في منطقة الهلال الخصيب هذه الافكار والنتائج التي اسفر عنها هذا الصراع وتاثيره على الاسلام
اما الفصل الاخير فيناقش صراع الدين والسياسة وكيف يؤدي هذا الصراع الى العنف ويطرح بعض الحلول الممكنة لتجنب هذا الصراع

التجربة الاولى مع يوسف زيدان ولن تكون الاخيرة
Profile Image for Rami.
15 reviews32 followers
July 5, 2013
وصلت حتى 77% من الكتاب , ثم قررت التوقف عن قرائته. والسبب بكل بساطة هو استخفاف الكاتب بعقل القارئ.
منذ بداية الكتاب , يعد يوسف زيدان القارئ بالموضوعية وعدم الإنحياز , ومع تقدم الصفحات , مروراً بموضوعي اليهودية والمسيحية , يتحدث بشكل مفصل عما يراه من أفكار غير منطقية أو غير لائقة بالآلهة في هاتين الديانتين , لكن ما أن تصل إلى القسم المخصص للإسلام من الكتاب , حتى ترى إنقلاباً واضحاً جداً في طريقة الكتابة وفي المفردات المستخدمة. وعندما أبدأ بقراءة كتاب من هذا النوع فإن أكثر ما يهمني هو الموضوعية.والكتابة من وجهة نظر طرف محايد. وعدم وجود هذه الصفات يجعلني غير قادر على الوثوق بصحة المعلومة التي أتلقاها.
Profile Image for Saif.
263 reviews172 followers
April 24, 2022
يوسف زيدان الروائي الأديب لا يقل روعة عن يوسف زيدان المفكر والبحث
وهذا الكتاب خير دليل

تسلسل منطقي متصاعد في عرض الأفكار
وموضوعية الطرح
وعدم المبالغة والانفعالية في الأفكار
والأهم هو الوضوح والبساطة رغم تعقد الموضوع...
Profile Image for أحمد.
98 reviews42 followers
December 5, 2011
كتاب غير متوقع من يوسف زيدان , تعرفت علي يوسف زيدان كروائي في البداية الا انني ادركت ان قيمته كباحث في التراث اكبر بكثير من قيمته كروائي رغم ان تلك الأخيرة ليست قليلة

الان فقط انتهيت من الكتاب للمرة الثانية في اربعة ايام..
الكثير من الأفكار تطوف في رأسي أتذكر وجه مدرس اللغة العربية و هو يتحدث عن سيدنا محمد و يصفه بالأمي .. مدللا علي معجزة الوحي.. وهي احد الأفكار التي نفاها يوسف زيدان في كتابه بسلاسة و منطقية فالرسول بالتأكيد لم يكن أميا بمعني الجهل بالقراءة

كان هذا الحال معي دائما وقت قراءتي للكتاب تتفاعل معه مسلماتي التي تلقيتها منذ الطفولة ولم اتوقف عن البحث علي الانترنت و مراجعة المتون و المراجع و الاندهاش
حقا يستحيل فهم الحاضر بدون دراسة الماضي .. بشرط ان تكون دراسة الماضي تتحري العقلانية و الموضوعية و قدر من التجرد

قيمة الكتاب بالنسبة لي انها القت الضوء علي فترة تاريخية كانت بالنسبة الي معجزاتية اسطورية و جعلها (مفهومة) واضحة في سياقها

الدين .. اي دين هو خالق يخاطب وعيا بشريا.. تصور البشر للخالق هو اللاهوت.. هذا التصور تطور من اليهودية الي المسيحية الي تصورات مختلفة داخل المسيحية تم اقصاء اغلبها في اجتمعات لآباء الكنيسة ثم الإسلام.. تاثرت هرطقات داخل المسيحية مثل النسطورية بفكرة العرب عن اللاهوت و الخالق في وجهة النظر العربية متعالي منفصل تماما عن الإنسان لا يمكن تصوره او احتواؤه او التفاعل معه بشكل مباشر هذا هو اللاهوت العربي والذي تقترب افكاره كثيرا لما طرحه الإسلام. العرب كانوا يتصورون الها متعالي تماما و بشر وضيعون مهما علو و بينهم مراحل وسيطة من الجن و الشياطين ثم الملائكة

موضوع الكتاب يتحدث عن هذا اللاهوت العربي اصوله و تفاعلات�� مع اللاهوت المصري و اليوناني و كيف انبثق الاسلام كفكرة و دين كامتداد للمسيحية ولكن متأثرة بفكرة اخري عن الاله منفصل عن الشكل الانساني و (متعالي) عنه ثم أتي زيدان بأدلة من التاريخ توضح ان هذا التأثير قد حدث و انه انتج الشكل الذي عرفناه في الإسلام عن طبيعة الله و الأنبياء و البشارة و الآخرة

ثم تطرق يوسف زيدان في نهاية الكتاب لبحث اعتقد انه افضل تحليل قرأته عن ظاهرة الإرهاب.. فهي نظرية أو إطار يفسر العلاقة الجدلية بين الدين و السياسة و كيف تكون تلك العلاقة عنيفة بالضرورة في بعض الأحيان عبر علاقة جدلية يتفاعل فيها المجتمع المستقر مع الأفكار المنبثقة عن الدين و بما انها غريبة عليه و تهدد وجوده فيهاجمها فتضطر الفكرة الي الهجرة الي مكان تستقوي فيه ثم تعود لتغير المجتمع

اعتقد ان الفكرة تحتاج المزيد من تسليط الضوء و النقاش فربما فعلا يكون هناك قانونا أو نظاما لتطور الافكار المنبثقة عن الاديان وعلاقتها بالمجتمعات التي تنشأ بها قد تكون الفكرة اطارا عاما او قانونا ينطبق علي الافكار عموما و ليس الأديان فقط
Profile Image for Ali Elgarby.
272 reviews15 followers
December 1, 2021
كتاب جدير بأن يدرس فالمدارس والجامعات بدل الكليشيهات التاريخية المحفوظة اللى بيحشوا دماغنا بيها فالمدارس والجامعات.
كتاب شائك جدا لازم يتذاكر مش بس يتقرى كدة وشايف انه ضرورى جدا واللى يقدم على قرايته يكون نوعا ما متفتح ومش منتظر يسمع كلام هو عاوز يسمعه، يكون مستعد انه يسمع حاجات تخالف معتقده او الافكار اللى اتبنت عنده عن دينه ببساطة يبقى محايد لاقصى درجة ممكنة.
الكتاب بيخوض فاصول الاديان الرسالية(الابراهيمية الثلاث) اليهودية والمسيحية والاسلام وافكار وتصورات كل ديانة (او كل تجلى من التجليات لديانة التوحيد الواحدة) ونشأة علم اللاهوت وامتداده بعد كدة لما يسمى علم الكلام.
خليك مستعد لاكبر جرعة نفسية وعقلية ممكنة من المعلومات والوقائع اللى حصلت على مدار التاريخ من مهازل وقتل وعنف وتنكيل باسم الدين💔
عن نفسى كنت معتقد ان الكتاب مش هيكون لامم موضوع مهم زى ده بسبب صغر حجمه لكن الحقيقة الكتاب كفى ووفى كان مركز جدا وكان منظم جدا ومرتب الافكار ومش بس كدة لا كمان فتحلى ابواب تانية ادور فيها فطلعت منه بكمية مصادر تانية كتير اتمنى اضطلع عليها فالمستقبل القريب بإذن الله.
شكرا جزيلا د.يوسف زيدان👌
*قراءة للمرة الثانية*
ولسة عند رأيى بل اعظم، الفرق بس انى المرة دى ذاكرت الكتاب حرفيا :')
Profile Image for Aya Hatem.
202 reviews204 followers
September 2, 2018
علم اللاهوت / الثيولوجيا الذى يبحث فى ذات الله وصفاته مقارنة مع علم الكريستولوجيا الذى يبحث فى صفات المسيح .. هل هو اله ام بشر .. يجمع بين الصفتين !
تطور علم اللاهوت المسيحى الى علم الكلام فى الاسلام
علاقة العنف / السياسة / الدين وارتباطهم
____________
الكتاب وضعنى فى مقتبل الطريق للاجابة عن تساؤلات عدة تخص خلق الاديان وسماتها وطريقة التفكير فيها والاقتناع بمضمونها .. ذكرنى بمقولة جليلة لأبو حامد الغزالى :( من لم يشك لم ينظر ، ومن لم ينظر لم يبصر ، ومن لم يبصر بقى فى العمى والضلالة ، فالشك اول درجات اليقين ) .. ومنه استهل البحث والتمعن فى تنوع الديانات التى يدين بها العالم وتقاسمها فى كل مذهب وطرح السؤال (( لما ؟ ))
Profile Image for محمد  النعمه.
104 reviews69 followers
March 18, 2013
اللاهوت العربي كتاب مهم جداً .. اعتقد أنه مهم لأي شخص يريد أن يفهم العلاقة ( أولاً ) بين الأديان الثلاثة ، وثانياً بين الأديان ا��ثلاثة والعنف ..
ويتطرق الكتاب في كثير من اجزائه إلى ما أسماه الكاتب ( اللاهوت العربي ) والعلاقة بين ( الهرطقة ) في المسيحية و ( علم الكلام ) في الإسلام ..
في أخر الكتاب بحث مهم للدكتور يوسف زيدان .. قدمه عام 99 في مؤتمر طشقند وعنوان البحث ( جدليةالعلاقة بين الدين والعنف والسياسة ..

رائع جداً ومهم لكل قارئ عربي .. أنصح به وبشده ..
Profile Image for Mohamed Hassan Ali.
47 reviews15 followers
February 19, 2013
إضافة....
الثلاثاء 19/2/2013 خبر في موقع جريدة الشروق


نيابة أمن الدولة تخلي سبيل يوسف زيدان في قضية ازدراء الأديان


و تفاصيل الخبر :

قررت نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار هشام القرموطي، المحامي العام الأول للنيابة، إخلاء سبيل الروائي يوسف زيدان من سرايا النيابة بضمان محل إقامته؛ في البلاغ المقدم ضده، الذي يتهمه بازدراء الأ��يان.



وحضر زيدان إلى مقر النيابة في التاسعة صباح اليوم الثلاثاء، واستمعت له النيابة، التي يباشرها المستشار محمد الطويل، وكيل أول نيابة أمن الدولة في البلاغ المقدم من مجمع البحوث الإسلامية ضده؛ بتهمه ازدراء الأديان، والدعوة إلى الأفكار المتطرفة، والتعدي على أصحاب الأديان، والفتنة في كتابه اللاهوت العربي، وقد أنكر زيدان جميع التهم النسوبة إليه.

فهل لذلك مبرر ؟ هل فعلا اذدرى يوسف زيدان الاديان في كتابه ؟

تحليلي البسيط:

يوسف زيدان في الكتاب كان بيعرض الفكر اللاهوتي (التصورات حول ذات الإله و صفاته) عند العرب.. و هو يطرح نظرية او تصور تقول بأن التصور اللاهوتي عند العرب هو ظاهرة متصلة كانت لها تجليلات ثلاثة : اليهودية و المسيحية و الإسلامية.. ثم بدأ بالديانة اليهودية و وضح تصور الإله عند اليهود و تطور هذا التصور.. ثم عرج على المسيحية و شرح تطور مفهوم اللاهوت عندهم و الإشكاليات المخلتفة في فهم الآب (الله) و الابن (الكلمة) و الروح القدس.. و وضح شيئ مهم أنه كانت في المسيحية حركات فكرية كانت تنفي أن يكون المسيح ابن الله بال��عنى الحرفي إلا أن يكون المقصود المعنى المجازي فكلنا حينها أبناء الله.. فيجادل أن مثل هذه الأفكار كان لها امتداد في الفكر الإسلامي.. فعلم الكلام الذي يبحث في ذات الله و صفاته و الذي اختلفت الفرق الإسلامية في تصوراتهم عنهما، هو علم بدأت ارهاصته في البقعة من بلاد العرب التي نشأت فيها الحركات الفكرية المسيحية التي نفت بنوة المسيح لله.. و يثبت نظريته بتناول أفكار أربعة من علماء المعتزلة الذين يعتبرون المؤسسين لعلم الكلام و وضح ملحوظات كثيرة عنهم تفيد في النهاية بإمتداد فكرهم من المسيحية حول موضوع ذات الله و صفاته

هو بيناقش المسأل�� بطريقة علمية متجردا حتى من معتقداته.. فكأنه بيشوف الظاهرة من الخارج زي اللي بيتفرج على ظاهرة طبيعية و بيسجل عنها ملاحظات خارجية.. فدوت يعطي ايحاء بأنه ينكر قدسية هذه الاديان..

============================

الريفيو القديم


يبدأ الكاتب كتابه بمقدمة يشرح فيها بعض المفاهيم و المصطلحات المستخدمة في دراسته.. ثم يتطرق إلى تطور مفهوم اللاهوت في الديانة اليهودية و المسيحية و الإسلامية مؤكدا على نظريته الخاصة في الكتاب و هي ما يمكن أن أعبر عنه بـ إتصال تطور مفهوم اللاهوت من اليهودية إلى المسيحية ثم إلى الإسلامية.. و يوضح التماثل/التباين و الإمتداد في الديانات الثلاثة
أسلوب السرد مشوق فهو كأنه يحكي قصة مشوقة
أفضل ما في الكتاب هو الفصل الأخير الذي تتبلور فيه العلاقة الجدلية بين الدين و العنف و السياسة.. ثم يطرح الكاتب في هذا الفصل حلولا موضوعية لهذه المشكلة و التي سنلمس أثارها في واقعنا المعاش مع الفرق الإسلامية المعاصرة و علاقتهم بالسياسة و نظرتهم الرافضة للآخر من منطلق عقائدي.. و من أهم الحلول التي يطرحها الكاتب هو الإيظهار و هو ما يعني أن يعبر كل تيار أيا كان عن آراءه بحرية و لا يتم اضطهاده فيلجأ إلى الإستتار و تكوين جماعات سرية تحمل في قلوبها حقدا مقدس و تنوي على جهاد -عنف- مقدس و أيضا من الحلول المهمة هي الحوار بين كافة التيارات حول كافة المواضيع المهمة..
Profile Image for M. Kirollos.
103 reviews66 followers
February 5, 2012
كتاب مهم للمكتبة العربية الحديثة، صغر حجمه النسبى ربما يساعد على انتشاره ووصول فكرته لقطاع ك��ير من القراء حتى ممن لا يفضلون هذا المجال خاصة مع إسم الكاتب والدعاية ودار النشر الكبيرة (ربما لنال نفس الكتاب اهتماما أقل فى ظروف أخرى) .. الكتاب يناقش مسألة اللاهوت فى الديانات الابراهيمية بترتيب ظهورها والتأثير الجغرافى لمنطقة الهلال الخصيب (من سواحل الشام حتى حوض نهرى دجلة والفرات) فيها، مستفيضا فى مناقشة قضية اللاهوت فى المفهوم المسيحى والتفسيرات المختلفة له والانشقاقات المترتبة عليه، ويختتم بخلاصة عن العلاقة الأمثل من وجهة نظر الكاتب بين السياسة والدين والعنف .. أفكار الكتاب وقراءته واستنتاجاته من التاريخ ليست جديده ولكنها نادرة فى المكتبة الحديثة فى منطقتنا ولغير المتخصصين اكاديميا.

كنت أتمنى أن يكون الكتاب أكثر توازنا فى عرض مسألة اللاهوت فلا أظن أن الكاتب حافظ على حياده تماما كما ذكر فى المقدمة وظهر لى أنه ربما يكون قد تأثر أيضا ببعض مشاكله الشخصية مع رجال الدين، لا أستطيع التفتيش فى النوايا لكنى أرى بوجه عام أن دراسة الإنسانيات والأنثروبولوجى وحتى التاريخ عرضة للتاثر بالانتماء الفكرى والمذهبى للباحث .. إختلفت أيضا مع بعض الاستنتاجات التى استخلصها من الوقائع التاريخية، ومع الخلاصة فى نهاية الكتاب والرأى النهائى فى شكل العلاقة بين الدين والسياسة الذى أراه غير عملي، ونقده لمن يرى الحل فى فصلهما فصلا تاما .. عندى مشكلة دائما مع من يجزم بشكل قاطع بوقوع حدث ما فى المستقبل أو عدمه مثل قول الكاتب فى خاتمته عن الفصل بين السياسة والدين أنه "سيبقى دوما محض توهم تبدده حقائق التاريخ العقائدى للديانات"، هنا أتذكر المئات ممكن قالوا لن أو جزموا بمعرفتهم بالطبيعة البشرية وثبت خطؤه�� على مر العصور، فالانسانية تمضى للامام وتصحح أخطاءها والعالم الذى نعيشه الان غير ذلك الذى عاشه أجدادنا منذ ألفى عام ولا أرى مايدعو لعدم الاجتهاد وحكره على مفكرى القرون الأولى.

مشكلتى هنا أيضا هى قلة الكتب التى تقدم آراءا اخرى فى نفس الموضوع او قراءة اخرى للتاريخ أو على الأقل عدم انتشار هذه الكتب بالشكل الأمثل، من المهم بالنسبة لى أن يعرف القارىء أن التاريخ "حمال أوجه"، الكل تقريبا ينظر اليه من زاوية محددة بناء على خلفيته القومية أو المذهبية والوسط الذى نشأ وتربى فيه، حتى تاريخنا المعاصر الذى عايشه كثير منا به مجال واسع للجدل من حرب فلسطين ومزاعم السلاح الفاسد لتفاصيل انقلاب يوليو وحقيقة حرب اكتوبر وما ترتب عليها وحتى واقعة إغتيال السادات، مشكلتى هنا مع الكتاب الواحد، من يقرأ كتاب مثل (البحث عن الذات) فقط ويكتفى ويعتقد انه عرف كل شىء عن هذه الفترة .. من المهم أن نقرأ الروايات المختلفة ونكون بأنفسنا الصورة الكاملة وفقا لخبراتنا وفهمنا للنفس البشرية، ونصل بأنفسنا للاستنتاجات التى يمكن أن تستخلص منها.

ولكن برغم الملاحظات التى ذكرتها سلفا، فالكتاب هام ويستحق القراءة فعلا .. فقط أتمنى ألا تنتهى رحلة القارىء مع هذا المجال عند هذا الكتاب.
Displaying 1 - 30 of 1,019 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.