Jump to ratings and reviews
Rate this book

بساتين البصرة

Rate this book
انطلاقًا من حلم وَرَد عابرًا في كتاب «تفسير الأحلام الكبير» المنسوب للإمام محمد بن سيرين، تُشيِّد منصورة عز الدين عالمًا آسرًا يدمج الماضي بالحاضر وتتلاشى فيه الحدود بين الذات والآخر.
رحلة حافلة بالأسئلة والشكوك، يبحث خلالها البطل هشام خطَّاب عن الشيء في سواہ، ويقتفي أثرَ ذاته خارجها، علّه يقبض على لمحةٍ منها في كل ما عداها، فيما تقتنص الكاتبة من كلمات وحيوات الآخرين منمنمات تشكِّل عبرها ملامح حياته.
في «بساتين البصرة»، يَشِفّ الزمان وتضيق المسافات بين أبطال عالقين في لعبة مرايا تتصادى مع مقولة الرواية: «الزمن نهرٌ سَيَّال والمكان وَهْم. مكاننا الحقيقي موطن أرواحنا».
منصورة عز الدين؛ كاتبة وروائية مصرية، صدر لها أربع روايات وثلاث مجموعات قصصية. وصلت روايتها «وراء الفردوس» إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2010، كما فازت روايتها «جبل الزمرد» بجائزة أفضل رواية عربية من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2014. نالت مجموعتها القصصية «نحو الجنون» جائزة أفضل مجموعة قصصية مصرية من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2014، ووصلت مجموعتها القصصية «مأوى الغياب» إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة العربية عام 2018، والقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد؛ فرع الآداب لعام 2020. تُرجمت أعمالها إلى أكثر من عشر لغات.

164 pages, Paperback

Published January 1, 2020

About the author

منصورة عزالدين

13 books564 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
151 (18%)
4 stars
238 (29%)
3 stars
291 (35%)
2 stars
104 (12%)
1 star
36 (4%)
Displaying 1 - 30 of 239 reviews
Profile Image for Pakinam Mahmoud.
946 reviews4,334 followers
May 15, 2024
السير في دروب البساتين لايشبه إلا الأحلام...
وما أجمل هذه الأحلام داخل بساتين البصرة..
يا الله..ما هذا الجمال !😍

بساتين البصرة... رواية تدور أحداثها بين الحاضر والماضي ...بين القاهرة والمنيا في الحاضر.. وبين البصرة في القرن الثاني الميلادي في العصر الأموي عند بداية نشأة فكر المعتزلة...

من خلال هشام خطاب الذي تتداخل ذكرياته بطريقة غريبة -ولكن ممتعة جداً -مع يزيد ابن أبيه أحد تلاميذ الإمام الحسن البصري وكإنهم شخص واحد ولكن في أزمنة مختلفة ،بتاخدنا الكاتبة في رحلة تاريخية علي لسان ٤ رواة وهم يزيد ابن أبيه..زوجته نجيبة ..صديقه ومفسر أحلامه مالك ابن عدي النساخ .. وأخيراً وصال ابن عطاء مؤسس فكر المعتزلة وصاحب مبدأ المنزلة بين المنزلتين...
الأحداث لا تدور فقط في العصر الأموي ولكن تنقلك الكاتبة لتعيش الحاضر مع هشام وأحداث حياته أيضاً...

الرواية مكتوبة بلغة رائعة -وإن كانت صعبة أحياناً في بعض المقاطع-الإنتقال بين الأزمنة والأشخاص كان مذهل ..مكتوب باحترافية عالية..بتاخدك منصورة من الماضي للحاضر والعكس في فصول الرواية وحتلاقي نفسك مستمتع جداً بهذا التنقل وحتشعر إنك عاوز تقول لهذه الكاتبة المبدعة
"خُديني يمين أو شمال ...أنا من إيديك دي لإيديك دي " :))

علي الرغم إنه لا يوجد علاقة مباشرة بين الماضي والحاضر في أحداث الرواية ولكن بنظرة أعمق علي ما يحتويه هذا الكتاب من معاني أعتقد إن الكاتبة كانت عاوزة تقول إياً كان العصر الذي نعيش فيه وأيا كان الفكر الذي نؤمن به فستظل دائماً وأبداً شهوة الجسد والمال..الغدر..الخيانة وحتي الجريمة من صفات الإنسان في كل وقت وكل مكان..

أول قراءة للكاتبة وحقيقي جعلتني فخورة إن بلدنا الحبيبة مصر فيها كاتبة متميزة مثل منصورة😍

الرواية دخلت القائمة الطويلة للبوكر من كام يوم وححاول أقرأ كل الروايات المرشحة قريباً و لو كانت أصواتنا يؤخد بها لتحديد الفائز.. ولو كان في روايات أحلي في القائمة فغصباً عني وبلا شك صوتي أكيد حيروح لبنت بلدي ..المبدعة منصورة عز الدين❤️

ينصح بها جداً ..ولازم ..وحتماً..و ضروري:)
Profile Image for د.سيد (نصر برشومي).
312 reviews616 followers
June 17, 2024
منصورة عز الدين في بساتين البصرة
رواية في عشق المدن والحلم والرمز
الحب يخطف المرأة من بيتها الضيق ثم يتركها
المرأة تخطف الرجل من صداقة الرجل ثم تتركه
الفن يخطف العقل من الوعي المسجون في المنطق الاجتماعي ثم يتركه
تبقى طفولة تنتظر الفطام المستحيل
وذكرى عاطفة اندثرت بالاستغراق
وقصة لمؤلف يعبر الأعراف
عن المدن والمذاهب والأحلام والمشاعر والصداقة والغدر والحب والجنون
عن الرحيل خلف وهم يولد منه واقع منذور للضياع
عن الخروج من العقل والفن لأرصفة الحياة
عن الهرب من الذات والآخر
عن حتمية التجربة وحيرة الفهم
عن استمرار الوعي في موجات الاستسلام للأبدية
حين ينمو الفن في لحظة مرور الوجود من بوابة المحدود لرحابة المطلق
أحلام السرد تستغرق وعيها
من وراء الفردوس ونحو الجنون ومأوى الغياب إلى بساتين البصرة تسيطر منصورة على تجلّيات الحلم مستعينة هذه المرة بمعجم ابن سيرين المعاصر للحسن البصري في مدينة اللغة والفقه والمتكلمين والمتصوّفة والحالمين
كل المدن - التي احتفظت بأوراقها في شجرة الحضارة - هي بصرة لها شخصية حاضنة للتعدد كي تواجه برودة الاعتياد وانسياق الغفلة وتصلّب التعصب وكبرياء التسلّط
مدينة بمدينة.. بصرة والبصرة بالمنيا.. بصرة في أوراق الياسمين السردي
كل المدن بصرة فيها الأب الروحي كالحسن ومن حلقته الكبرى تتأسس المدارس الجديدة التي كانت بذرتها أحلام في حدس تلامذته
من مدرسة البصرة يخرج واصل المعتزلي من حلقة أستاذه ويتبعه أنصار المدرسة الجديدة الذين يرون العقل أداة تستطيع حل مشاكل الإنسانية، أقمار تتشرب الضوء وتنعكس في أحلام جديدة بمدن نهرية بعيدة
من مدرسة البصر يخرج تفسير ابن سيرين للأحلام كي تحمله فتاة تشبه صورة في لوجة
تغرم بها شخصية بائع الكتب الممسوس بحلم فسره الحسن ونسخه ابن سيرين
الحالم والمفسّر والنساخ والياسمين، رباعية نموذجية للهويّة الإبداعية، الحلم ثورة اللاوعي على معطيات جامدة، والتفسير صيغة تصالح بين عالمين، والنسخ تقنية عرض القصة المعلقة بين اللاوعي والوعي، والياسمين السرد ورائحة الحكايات الساكنة في بساتين أوراق الكلام الزاهرة
السرد الوردي الذي ينمو ويتفتح ويتكاثر في الخطاب الممتد متخطيا فروق التوقيت بين المدن متجها إلى الماء أينما جرت الأنهار
قصة الحياة امرأة تهوى غريبا يلهث وراء بطولة ينسخها الرواة، وتأتي منه بغريب يجد مدينته في متون الأوراق الباقية من العصور الخالية يكتب قصته التي وجدته في إشارة مرور لوجه خرج من لوحة تهوى صاحبته الأغاني مثل أمه المرتحلة من الشمال للجنوب كي ترى صورتها المستقبلية في حضور خافت لامرأة واقفة في شرفة على الطريق بين الحياة والموت كما وقفت امرأة الحكاية القديمة
امرأة وطفل وحلم ونهاية مفتوحة على عتبات الجنون حين يعتصر الياسمين تجارب الواقع والتاريخ بما فيهما من خروج فكري وعاطفي.. وهل تجد الذات نفسها إلا في الخروج.. وهل تعرف الذات نفسها إلا حين تلتمس موضوعها خارجها
البقاء للسرد الذي يحصد الصلابة والهشاشة معا ويضعها في أوراق الياسمين
السرد خيط يلضم مرجعيات الواقع دون أن تكون مقصودة لذاتها، ويدمج معها شذرات التاريخ دون أن تكون مقصودة لذاتها، وتظل هناك تلك الإشارة إلى الروح الكلية التي توجد فينا ونمثّلها ونسعى إلي تحديد مكونات هويتها، هكذا ترى التقابل التكاملي بين الجمال كما يتسق في الحكاية وكما هو منتهك في مسرح الحياة يتغذى عليه وباء الطبيعة ونوازع النفوس
يلهمنا الفن كلمة ولوحة ونلتمس له رابطا ندخل به إلى قلوب غرباء على ضفاف نهر تغرق فيه الروح
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi .
Author 2 books4,501 followers
May 17, 2023
- "بساتين البصرة" لمنصورة عزالدين، رواية مبنية بأسلوب ممتاز من حيث التقنية السردية في تعدد الأصوات من جهة والتكامل السردي من ناحية اخرى بالإضافة الى اللغة الممتازة والتي اجادت فيها الكاتبة خصوصاً انها تكتب ما بين عصرين متباعدين جداً.

- الحلم هو البطل الرئيسي للرواية، كل الشخصيات حضورها أقلّ من الحلم او حاضرة بداخله او على هامشه في التفسير والعيش. الربط ما بين القرن الثاني الهجري والقرن الحالي اتى ما بين فكرة التقمص او الجنون وقد تركت الكاتبة الحرية للقارئ في الإنحياز الى احد الأمرين.

- الى جانب الأسلوب المتقن، وصدى الأرواح ما بين الماضي والحاضر، اعجبتني قصة الحريق والتي اميل الى ان يكون هشام هو من قام بها!

- كل ما سبق جميل، لكني طوال القصة كنت احاول ان افهم ما الذي تريد الكاتبة ان تقوله؟ انتهت الرواية ولم اعرفه! ما السر في ان يكون اثنان من تلامذة الحسن البصري والغزّال اصدقاء ومتعبدين ونساك ومن ثم من دون مقدمة مقنعة يتحول احدهم الى مجرم يقتل عجوزاً من اجل صندوق يتبين ان فيه جواهر لاحقاً وهو لا يهمه المال! والثاني يتحول الى زاني ومن ثم قاتل لصديقه! لم تقنعني الكاتبة في هذا.

- رواية لابأس بها لكنها ليست من انواعي المفضلة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Fatma Al Zahraa Yehia.
525 reviews730 followers
May 24, 2024
اكتشاف جميل لكاتبة ذات قلم مميز جعلني اؤمن بأن في جيلنا مواهب تستحق عناء القراءة لها.

لن أزيد شيئاً بإشادتي للغة منصورة عز الدين، فجمال كتابتها لم يختلف عليه إثنان كما قرأت في معظم مراجعات الرواية.
وقل من كُتاب هذا الزمن من يملك لغة ذات مستوى مقبول، فضلاً عن متفرد ورصين مثل مستوى كتابة تلك الرواية.

تتحرك الحكاية بأشخاصٍ بين الماضي والحاضر. أما عن الحاضر، فأشخاصه يشتركون في صفة واحدة جعلتني اشعر بقربٍ حقيقي منهم. ألا وهى خيبة الأمل.

بون شاسع بين مستهل شباب الشخصيات الثلاث (الأم-الابن هشام-الحبيبة ميرفت) وبين ما انتهوا اليه في الواقع.
كل منهم ينظر للوراء بحسرة على كينونته في شبابه التي غمرتها التوقعات المستقبلية الساذجة. أرى فيهم ألم ووجع وإحباط جيلنا الذي شوه قسوة واقعه كل أمل جميل عاش بداخله في شبابه.
فشل فشل فشل
فشل في العمل وفي الدراسة وفي العلاقات وفي الصداقات وفي كل شىء.
ربما كنت مخطئة في رؤيتي تلك، ولكن كما قلت هذا ما أحببته في الرواية.

بالنسبة لشخصيات الماضي، لها قصة مشوقة. تتبعت تفاصيلها بمجهود أكبر. ولكنهم كانوا مثيرين للاهتمام بعلاقاتهم المتشابكة وشخصياتهم ذات الابعاد المختلفة.

ولكن أولاً، لم يكن هناك أي رابط بأي شكل من الاشكال بينهم وبين اشخاص الحاضر.
اجتهدت وقرأت الرواية مرتين محاولة ايجاد العلاقة التي افترضتها المؤلفة بين حكاية يزيد بن أبيه وبين هشام خطاب، فلم أجد.
ثانيا، لم تُوجد المؤلفة أي منطق في فعل قتل "يزيد بن أبيه" للرجل المريض. ما الدافع، أين الصراع، ما المحفز؟ لا شىء. الراجل كان ماشي ودخل لقى واحد بيموت، وهوبة سحب المنديل وخنق الراجل العيان. وبس كده
لا يوجد ما يشيرلأن يزيد مثلا شعر بالاشفاق من معاناة العجوز مع مرضه، فقتله ليريحه. أو مثلا لاحتياج مادي او طمع في مكسب ما جعله يُقدم على تلك الفعلة التي تتناقض تمام التناقض مع شخصيته التي قدمتها لنا المؤلفة. الموضوع مكانش منطقي ابدا

ثالثا، هناك نقطة تحيرني. من المفترض ان في رواية يزيد انه قد أخفى الكنز ودفنه تحت الأرض. فكيف نعرف بعد ذلك أن امراته وجدته-اي صندوق المجوهرات-مخفيا وراء صندوق الملابس في الحائط؟
هل فاتني شىء أو اخطأت ف�� فهم تلك الجزء؟

وبالمماثلة (المفترضة) بين جُرم يزيد بين ابيه، وبين جُرم هشام خطاب، نجد مبرر حرق هشام خطاب لشقة المفكر "الزنديق" من اجل منعه نشر كتاب يزيد بن ابيه، هو مبرر واهي ولا معنى له سوى أن هشام هذا مريض عقلي.

مشكلة هذه الرواية الجميلة التي أحببتها رغم عدم ترابطها او منطقيتها، هى انها تحتوي مجموعة من الحكايات شديدة الجمال. ولكنه جمال يُرى كجزء متفرد بذاته، لا كخيط من نسيج "يُفترض" انه يشد خيوط بنيان القصة ككل.

أحسست أن هناك بذرة رواية متفردة كانت في عقل المؤلفة، ولكنها كانت تحتاج إلى كثير من الإحكام حتى تخرج بصورة تضاهي جمال تلك الفكرة.

وأكرر ما قلته في البداية،
حقيقة أعجبت بالرواية وأحببت قلم ��نصورة عز الدين وهى موهبة تستحق الاحتفاء بها.
Profile Image for Amani Abusoboh.
456 reviews275 followers
June 23, 2021
لن أقول أنه عمل سيء رغم شعوري بالضيق الذي تركته لي هذه الرواية.. هو عمل جيد من ناحية جمال اللغة وتماسك النص في كل فصلٍ على حدة.

أظن أن الكاتبة كانت قد وضعت فكرة ببالها لتكتب حولها رواية، وفِي منتصف الطريق تاهت، وتاه معها القارىء..

التنقل والتنوع بين الشخصيات في الزمن الحاضر والشخصيات التاريخية، تكنيك أحبه في الأعمال الروائية.. لكنه لم يخدم منصورة هنا.. كان الخيط ضعيفاً جداً... طوال العمل وأنا أشعر بثقل أن أجد الخيط الذي جعلها توظف شخصيات حاضرة وشخصيات تاريخية في هكذا عمل.. في آخر خمسين صفحة بدأت تتحدث عن ملامح هذا الربط في كون تفسير الأحلام لابن سيرين هو ما جعل هشام البطل من الزمن الحاضر ربما يتقمص شخصية وذكريات يزيد بن أبيه من الزمن الماضي والذي قُتل على يد صديقه النساخ بعد أن خانه مع زوجته.. هنا شعرت بالكاتبة تستخف بعقل القارىء، حيث أن اعتمادها هذه النقطة لتربط بين شخصيات وأزمنة عملها، كان غير منطقي. في هذه الصفحات شعرت وكأنها تتدارك أنها ضيّعت القارىء بشكل مبالغ فيه، فأرادت أن تجعله يمسك خيوط العمل ويجد تفسيراً منطقياً لتنويعها في أزمنة السرد وشخصياته، لكنها أخفقت لأن الربط ساذج جداً.

كم لا بأس به من جمال اللغة وتماسكها، لم يخدم الكاتبة. طوال العمل وأنا أسأل نفسي، ماذا تحاول أن تقول؟ لا شيء. كما أن الفصل الذي بدأ فيه يزيد بن أبيه يتحدث عن نفسه، بترته بطريقة مزعجة جداً.. حيث بدأ يتحدث عن ملاحظته لاختلاف النساخ معه، وفجأة وجدت الفصل قد أُنهي، لأجدني أُساق إلى فصل آخر أقرأ كيف ربطت بين شخصيات عملها. كما أن هناك كثير من التفاصيل الغير منطقية، لكن سأكتفي هنا حتى لا أحرقها لمن يود قراءتها.

هذا عمل، لو أن الكاتبة ركزت على جانبه التاريخي، بتناول شخصية يزيد بن أبيه وعلاقته بالنساخ دون أن تربطه بشخصيات من الزمن الحاضر كما فعلت- والذي لم يخدمها-، ، لخرج بصورة أبهى من هذه بكثير !

النجمتان فقط لجمال لغة العمل وتماسكه السردي المنفصل في كل فصل!
Profile Image for Chaimaa .
121 reviews27 followers
July 20, 2022
راوية شاعرية بامتياز ،أسلوب الكاتبة سلس في تنقل بين شخصيات جعل رواية مريحة و ممتعة في القراءة و القصة في حد ذاتها جذابة.❤
4.5⭐
Profile Image for Mohamed ندا).
Author 4 books254 followers
September 7, 2020
بساتين منصورة عز الدين
ماذا تبقى من زهور الياسمين في بساتين العرب؟

في روايتها الصادرة حديثًا عن دار الشروق المصرية؛ "بساتين البصرة"، تقدم لنا الروائية المصرية منصورة عز الدين عملاً أدبيًا مختلفًا من حيث البناء السردي، مذهلاً في وحدة فصوله وتماسك قالبه، على الرغم من صهر الأزمنة في سياق سردي تبادلت فيه الأصوات منصات السرد بكثافة وحضور متفاوت. برعت منصورة (مع حفظ الألقاب) بصورة لافتة في غزل نسيج حكايتها، وبنت معابرها بين الفصول والأزمان والرواة ببراعة ملموسة، عبر نص جاء فقط في 163 صفحة من الحجم المتوسط، ليحمل كل هذه الألاعيب السردية، دون أن يُشتت القارئ، ولو لصفحة واحدة! حقيقة؛ هذا النص الأدبي يعد لي بمثابة إعادة اكتشاف لقلم الأديبة المصرية المتميزة، والتي قرأت لها سابقًا روايتي متاهة مريم، ووراء الفردوس، ومجموعة نحو الجنون، وبعض فصول متتاليتها القصصية مأوى الغياب.

"الزمن نهر سيال، والمكان وهم، مكاننا الحقيقي موطن أرواحنا"
تفنيدًا لمقولة ابن عربي "الزمانُ مكان سائل، والمكانُ زمان متجمِّد"، تُنكر منصورة عز الدين كون المكان زمان متجمد، وتنزع عنه صفة الوجود المادي الملموس فتحيله إلى محض وهم، مُعارضة فلسفية تضع بها منصورة لبنة الرواية الأولى، قبل أن تستند على حلم عابر في كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين، لتجعل منه عتبة أساسية للنص، تقيم عليها بنيان حكي يمتد بطول الرواية، على تباين الألسنة، وتبدل الأزمان.

ستة فصول، وستة ألسنة، وراوٍ عليم

• سماء تركوازية كما يليق بحجر كريم
في استهلال الرواية، يقول هشام خطاب، بطل النص الرئيسي: "بالأمس أكلتُ قمرًا"!
هكذا تُفتتح الرواية بشعور بطلنا (الراوي الأول) بأن عالمه ينطفئ، وبأن نور حياته يخبو، وقد افترش حيرته فوق حافة جنونه، بعدما فقد فعليًا كل شيء، الأم والحبيبة والسكينة، حتى صَعُب عليه تحديد هويته! أهو هشام خطاب، تاجر المخطوطات الذي ولد في المنيا، وعاش حياته بين صفحات المخطوطات النادرة، ما بين تحقيق ومراجعة وتجارة وتربّح، وتتبع لحوح لمثقف ومحقق تاريخي يصفه معارضوه بالزنديق؟ أم هو زياد بن أبيه، الخواص الزاهد الذي ألفه مجلس الحسن البصري في القرن الثاني الهجري، قبل أن ينضم إلى واصل بن عطاء في أعقاب اعتزال الأخير لمجلس البصري، غارسًا بذرة فكر المعتزلة؟ الجامع بين هشام ويزيد هو تلك الرؤيا التي سكنت عقل الكاتبة لسنوات حتى كانت روايتنا هذه نتاج تخمّرها، ملائكة تقطف زهور الياسمين من بساتين البصرة، وما فسره الحسن البصري لتلك الرؤيا، بكونها تتنبأ بغياب العلماء عن البصرة. وبالتبعية؛ يقع القارئ في ذات الحيرة، ويتساءل، أهو يقرأ سيرة روح تسربت من أصفاد الزمن فاستقرت في جسدٍ شاب معاصر، أم أنها أوراق رجل غرق بين المخطوطات حتى امتصته صفحاتها المصفرة فما عاد يميز الواقع عن المقروء، حتى بلغ به مد الظنون أن يتشكك في تحور جسده إلى كومة من ورق؟ تلك فرضية تقف حائرة بين احتمالين أترك للقارئ حرية الانحياز لأي منهما. وهما خيارين كلاهما لا يقلل من استمتاعي كقارئ بانسيابية هذه السردية البديعة.

• شذرات من حياة يزيد بن أبيه
في الفصل الثاني من الرواية، تتجول منصورة عز الدين في مدينة البصرة، في أواخر العصر الأموي، تزامنًا مع ظهور فكر المعتزلة، تمسك الكاتبة بيد القارئ وتتنقل معه بين مجالس الحسن البصري وواصل ابن عطاء في أواخر العصر الأموي، فتقص عليه الحكاية عبر أربعة رواة، يزيد ابن أبيه، صاحب الرؤيا الحاضر في جسد هشام خطاب، وعدي بن مالك النساخ، صديقه الأقرب ومفسر أحلامه، وواصل بن عطاء، مؤسس فكر المعتزلة، وصاحب فكرة المنزلة الوسطى بين المنزلتين، وأخيرًا مُجيبة، زوجة يزيد، وعشيقة صديقه النساخ!

• أيام تنفرط كحبات العقد
وكلما اقترب القارئ من الاستقرار بين أزمنة تتماوج عبر صفحات النص، وكلما ظن أنه قد بلغ من الموج الزبد، عادت منصورة لتستدعيه لزمان مغاير، فتقرر في الفصل الثالث استحضار تكنيك الراوي العليم للمرة الأولى، ليقص علينا حكاية ليلى، أُم هشام خطاب التي أضاعت بدورها دروبها، وضببت عواطفها السبل. يشعر القارئ هنا أن لليلى مكانة خاصة لدى الكاتبة، فقد اختصتها دونًا عن رواة العمل لتروي حكايتها، شخصيًا؛ بدا لي وكأن شخصية ليلى تتماس بشكل ما مع شخصية سلمى بطلة رواية وراء الفردوس، خصوصًا مع الحضور التصويري البديع لأجواء القرية الهادئة، التي ظلت ملتحفة بالحكايات والأساطير حتى نال من هدأتها غضب النهر. تقص الكاتبة على القارئ حكاية أخرى مطرزة بالشجون حول امرأة انفرطت سنوات عمرها كحبات عقد أضاعته في صباها، فآمنت بأنها أضاعت حظها بتناثر حباته فوق رمال متاخمة لنهر تجمعها به نبوءة مؤجلة، نتصفح أوراق حكايتها بداية من الخوف الطفولي المنبثق من الخرافات، مرورًا باختيارها -صبية منقادة لعاطفتها- لزوج جوال دائم الترحال، وصولاً إلى ابن اختطفه منها الزمن متجسدًا في مخطوطاته، وربما يكون العكس بدوره صحيح!

• داخل لوحة شاجال
في الفصل الرابع، ن��عرف على حكاية ميرفت، أو بيلا كما يسميها هشام، نسبة إلى بيلا روزنفيلد المطلة من لوحات زوجها مارك شاجال، تعيد الكاتبة هنا منصة السرد للشخوص، وتتراجع في كالوسها الروائي مُتابعة مسار الأحداث. وميرفت هي فتاة متوسطة الحال، طموحة تحلم بالعمل الصحفي ولكنها تعمل في أحد الأتيليهات، هي قصة الحب الوحيدة في حياة هشام، غرام متقد برق بغتة قبل أن يتعثر في أطواره الأولى، حكاية شروق وغروب متتاليين جمعا بين طرفين لم يمنح أي منهما للآخر فرصة قطع المسافة المطلوبة تجاهه، فظلت السيقان ملتوية، والخطوات متلعثمة، حتى تفرقت الدروب وتباينت المسارات.
تنتهي أوراق ميرفت فيما تتصفح أوراق خريف العمر وقد شرعت في التساقط أمام ناظريّ طفلتها، فتعود منصورة عز الدين لتفتح كوّتها الزمنية وتقذف بنا إلى بغداد!

• امرأة في الكرخ ... بيت على أبواب البصرة
في الفصل الخامس، تتبع كاتبتنا حكاية مُجيبة وعشيقها مالك النساخ، وما كان في حكايتهما بعد عقود تفرقا فيها واجتمعا بعدما عرفا مذاق الكهولة وتجرعا كؤوس الندم، وإن تباينت المصائر، نستمع إلى ثلاثة رواة في هذا الفصل، مجيبة، ومالك النساخ، قبل أن تفاجئنا الكاتبة باستحضار يزيد بن أبيه من مرقده، ليسد فجوة شابت رداء السرد حتى ظهوره، مفسرًا وموضحًا حكايته، التي كثرت فيها الرؤى، واختتمت عبر نهاية كابوسية أترك للقارئ تحديد استحقاقه لها من عدمه.

• خلف ضباب الجسد: فصل الختام ومسكه!
يعود لنا هشام خطاب ليختتم ما بدأه، يبدو كرجل قطع من مضمار العمر أغلبه، يعيش في مكان تمنى أن يجمعه بميرفت/بيلا، بعقل مشوش مترع بالهواجس والتخيلات، ولكنه مع امرأة أخرى لا يكاد يميزها، الحلم ما يزال حاضرًا في عقله، والشك سكين له نصل حاد يشق كل ألوان اليقين، لا يعرف هشام هويته، ولكنه يكمل حكايته، ويفسر، وعبر أوراقه، ينقشع الضباب عن اللوحة بعدما غيّب بعض التفاصيل، يتوارى ركام الزمن الذي طمر بعض الصور والمشاهد المتممة بعيدًا عن عينيّ القارئ، يلتحف هشام بأحلامه ورؤاه، يظل مطاردًا لملائكته التي لم تتوقف عن قطف الياسمين، ينعزل طواعية ليسقط في سراديب الزمن، متحررًا من مادية الجسد والمكان، ينطفأ في أعماقه نور القمر الذي ابتلعه في أولى الصفحات، ولكن شعلة عقله الباحثة عن الذات، الملاحقة لطيوف الشك، المطاردة لقبس الحقيقة الواهن، لا تنطفئ.

• إيجاز لا يرمي إلى التأويل
ارتكز النص في حبكته على رؤيا وردت في كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين كما أسلفت، ولكن الرؤيا ربما تطارد الكاتبة حتى اللحظة التي أخط فيها هذه الكلمات، الهواجس التي تسربت إلى كل فصول حكايتها تشي بالكثير، والياسمين المقطوف من بساتين البصرة وكل حدائق العرب، قد أودى بنا إلى حاضرنا هذا، حمل تفسير الرؤيا تحذيرًا من قرب غياب/ز��ال/تغييب فئة العلماء/العقلاء، فإلام آل المآل؟ في البصرة وغيرها؟ ما الذي جمع بين يزيد ومجيبة ومالك النساخ وهشام خطاب وميرفت وليلى؟ الإجابة هي الخطيئة! الشر الذي تفشى وتوغل في النفوس بعد قطف الياسمين، سرقة وقتل وزنا وحرق وهروب، تحققت الرؤيا، واستفحل الشر وتعاظم حتى بات له ظل ثقيل يقيد الفكر قبل اللسان! وإن كنا نحن في واقع الأمر من قطفنا كل الزهور، وأغضبنا النيل، وأكلنا كل الأقمار!
ذهب واصل بن عطاء إلى تغليب العقل على النقل، ودعا إلى منهج فلسفي وسطي، ومنزلة بين منزلتين، فهل نحن اليوم بحاجة إلى وسطية تفصل بين أفكار تنتهي مصابها إما بالكفر أو الإيمان؟ وإما بالوطنية أو الخيانة؟ أنا لا أدعو إلى فكر المعتزلة بين السطور، إنما -فقط- استدعي من الأفكار ما قد يناسب الحاضر، ولا ألبسه برداء ديني بحت، إنما أريده رداءًا فكريًا جامعًا لكل المذاهب والفلسفات التي تفرزها العقول.

• توضيح
هذا ما استخلصته أنا -كقارئ- من هذا النص الأدبي الماتع، وهو إيجاز غير ملزم للكاتبة ولا يعنيها على الإطلاق، تناول النص وتفسيره يختلف بين قارئ وآخر، وتأويل الحكايات والنصوص أمر مختلف عليه حتى في النصوص المقدسة، حتى وإن كان تناول الفلسفة الإسلامية واستدعاء تاريخها وتفنيده ومناقشته ليس بالأمر الجديد على كتابات الكاتبة.
يكفيني هنا أن أقطع وأجزم بأنني استمتعت كثيرًا بهذا النص السردي. منصورة عز الدين هي واحدة من أهم وأفضل وأمهر الكاتبات العرب دون جدال، تجيد ربما كل ألاعيب السرد بمهارة لاعبي الترابيز، تتنقل بين الألسنة والأزمنة بيسر لا يعيق انسيابية السرد ولا يعطل التلقي، المزج بين تقنية الراوي العليم وتعدد الرواة جاء بارعًا، اللغة شعرية كثيفة تتلون وتتبدل بين الأزمان، كل بما يناسبه، لغة قوية الحضور دون تكلف أو إسهاب. البراعة التصويرية في وصف جغرافيا المكان بما يلائم الزمان جاءت في غاية الاتقان، ما بين البصرة وبغداد وقرى الدلتا والمنيا ووسط البلد.
هذا النص "متعوب عليه" في كل عناصره، حتى في التفاصيل الصغيرة التي قد لا يتوقف أمامها الأكثرية، كالأزياء والمصطلحات والمسميات والأكلات، علاوة على الحضور الشعري المستحب لأبيات أسكنتها الكاتبة في مساحات مناسبة دون إقحام أو استعراض.

• ملحوظة:
عنوان النص يناسب الموضوع، والبساتين ربما تتسع لتشمل مساحات جغرافية تجاوز البصرة وجزيرة العرب. الغلاف بسيط ومعبر، وإن اختزل النص في محتواه التراثي، شخصيًا؛ كنتُ لأحبذ إبراز التداخل الزمني في الغلاف، وربما كنت لأقترح خلق هذه الحالة من التداخل عبر استدعاء لوحة، أو طيف لوحة، لمارك شاجال!

أتمنى أن تحظى هذه الرواية بالمقروئية اللائقة، أن تنال الاحتفاء اللازم، وأن يتم تناولها نقديًا عبر كتاب ونقاد ومثقفين أقدر من كاتب هذه الكلمات على مناقشة هذا النص وتناول جماليته، ومنحه ما يستحق.
نص آخر أتوقع أن تفوز به جائزة أدبية ما، نعم؛ أعني أن تفوز الجائزة بالنص، لا أن يفوز النص بالجائزة.

شكرًا يا أستاذة Mansoura Ez Eldin

#محمد_سمير_ندا

للمزيد من القراءات:
https://mohamedsamirnada.wordpress.com/
Profile Image for Ramzy Alhg.
449 reviews205 followers
November 29, 2022
ليس ثمّة حقيقة كاملة يمتلكها أحد، فالجميع ينظر إلى الحقيقة من منظوره كما رأها.

رواية تتحدث عن زمانين ومكانين مختلفين،  لكل منهما أبطالهما، الأولي تدور في مصر في الوقت الراهن، والثانية تدور في القرن الثاني الهجري، زمن سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية في البصرة، والرابط بينهما (حلم).

إختارت الكاتبة منصورة عز الدين الأسلوب السردي الذي يحمل تفاصيل غائمة وضبابية،  شكلت من وجهة نظري رواية صعبة ومربكة، متعبة في ترابط أحدثها.

لغة الكاتبة في بعض أجزائها بديعة ورصينة والعكس تماماً مفككة ومتشظية في أجزاء أخرى.

الدلالات التي تشكلت منها الرواية واضحة حيناً وفي أخرى مُراوغةُ، ومرتابةُ. 

أعجبني جداً أن دلالة البساتين مقصودة لعلماء الأمة الذين كتبوا تاريخها.

أعتقد أن الرواية تتحدث ولو في جزء منها، عن تناسخ الأرواح، حيث أن الروح للكائن الحي قد تعود في زمن آخر بجسم مختلف،  فالروح خالدة والجسد تالف، وهي فلسفة دينية هندوسيّة بوذيٌة سيخيّة، يسمونها الولادة الجديدة،  آمنت بها الحضارة الفرعونية واليونانية وقد نادى بها فيثاغورس وتلاميذه.
Profile Image for Esraa.
293 reviews303 followers
August 9, 2022
مبدئيا الغلاف رائع حقيقي.
تميزت الرواية بلغة رائعة، سرد محكم ومتماسك جدا لكن لكل فصل على حدة، وصف غير ملل.
خط الرواية الأساسي كان الربط بين قصتين في زمنين مختلفين. زمن بداية فكر المعتزلة متمثلا في شخصيات يزيد بن أبيه ومالك النسَّاخ وغيرهم، وزمن حديث يمثله شاب ووالدته وفتاة احبها.
للمرة الثانية اسجل اعجابي الشديد بلغة الكاتبة لكني لم أفهم سبب ربط الزمنين معا، ولم اختيار عصر المعتزلة تحديدا! القصة عموما شعرت أنها مفككة للأسف.
برغم ما سبق اعتقد أني سأعيد الكرة مرة أخرى مع الكاتبة.
Profile Image for Amina Hosny Khalil.
182 reviews104 followers
October 25, 2022
"لا أكاد أُصدّق، أنّ هُنيهة زمنية مُنفلتة، بإمكانها تغيير حياة بأسرها، ونقل عابد زا��د، من خانة المؤمنين إلى خانة الكفار، أو إلى المنزلة بين المنزلتين. إنّ هذا مما لا يخطر على البال ولا تُدركه العقول"

بمجرد انتهائي من هذه الرواية وجدتني أردد هذه العبارة
"ما لم تقله الكاتبة منصورة عز الدين في هذه الرواية أكثر بكثير مما قالته".
واعتقد ده شيء تقصده لترك الأمر للقارئ، وقد ساعدتها لغتها القوية في ذلك جدًا.

خليني في البداية أسجل إعجابي الكبير باسم هذه الرواية "بساتين البصرة" ثم بالغلاف ❤️ وكذلك فكرة بناء الرواية على حلم في تفسير ابن سيرين وجعل الحلم هو البطل أبهرتني للغاية، حيث إن كل الشخصيات تقريبًا حاضرة داخل الحلم أو على هامش تفسيره 👏😍

"الزمن نهر سيال، والمكان وهم، مكاننا الحقيقي موطن أرواحنا"

في هذه الرواية استخدمت الكاتبة التقنية السردية التي تعتمد على تعدد الأصوات، وربطت بين عصر تاريخي - القرن الثاني الهجري - شهد تحولات كبيرة في زمن الحسن البصري وواصل بن عطاء في بداية تأسيس مذهب المعتزلة وبين الح��ضر ببراعة، وجعلت كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين هو الوسيط بين الزمنين.

كما قدمت الأصوات المختلفة ببراعة بفضل لغتها القوية والمميزة، وبالرغم من تعدّد الحكايات والأصوات وتباين الأزمنة وتباعد الأمكنة، إلا أن كلهم يتشابهون إلى حد كبير، في إيمانهم بالإشارات، وتمحور حياة كل منهم حول ذنب أو نقطة تتبدل فيها حياته للأبد.

"ثمّة أشياء.. لا يمكن للنار التهامها؛ أشياء تظلّ معنا، وتنتهي فقط إن احترقنا نحن".
Profile Image for Abeer.
137 reviews114 followers
Read
April 24, 2021
الغلاف جميل.
اللغة صحيحة قوية فصيحة مناسبة لكل عصر، لكن اللغة وسيلة لتوصيل فكرة والتعبير عن معنى، إن غابت الفكرة ولم يصل معنى فما نفع جمال اللغة؟
.
خطان منفصلان لا رابط بينهما، ثم في صفحة ١٤٠ (قرب النهاية) يقول هشام أن طريقة اتصاله بيزيد ليست مهمة، المهم أن بينهما رابطا نجهله يجعل هشام يشارك يزيد ذكرياته!
حسنا، لنتجاوز الطريقة، ما الصلة؟ ما التشابه الفعلي بينهما؟ كيف أكمل هشام قصة يزيد، أو أضاف لها، أو حتى غيّرها؟ أو ماذا فعل يزيد بحياته الأخرى كهشام؟

هل التشابه قتل هشام لأمه كما قتل يزيد المسن، أو إحراق هشام شقة الزنديق، ثم شعور كليهما بالذنب؟
قال واصل بن عطاء أن ما يقلقه في يزيد
"إخلاصه القاطع لما يؤمن به؛ إخلاص في وسعه منع التدقيق والحصافة؛ إخلاص كفيل بأن يقود للخيانة عند أي منعطف لأنه أعمى بلا عقل ولا منطق."
فهل هذا هو المشترك؟ لكننا نرى هشام لا يفعل شيء عن إيمان قوي. ولنعد لجريمة يزيد، هي جريمة غير مبررة على الإطلاق، هو حتى لم يكن مقتنعا أنه ينقذ الرجل من عذابه بل فعلها خائفا مضطربا مقتنعا أن هذا شر ووساوس شيطان! وسرقته لصندوق لا يعلم محتوياته بلا أي دافع أيضا تصرف غير مفهوم.

في فصل واصل بن عطاء نجده يشارك هشام ويزيد حلمهما فهل يشاركهما نفس المصير والذاكرة؟ لو أن ما يجمعهم الزلل والذنب، لماذا كانوا يرون ذلك في أحلامهم ويسيرون نحوه كقدر محتوم؟ أليس هذا مناقض لفكر المعتزلة الذي عارض فكرة المصير الحتمي؟
.

بصراحة شعرت أن "كل حاجة سليمة بس لوحدها". لا أعني فقط انقطاع الصلة بين قصة يزيد في الماضي وهشام في الحاضر، بل حتى داخل الخط الواحد: حكاية ليلى الأم (التي أخذت جزءا كاملا من الرواية) ما رابطها بقصة ابنها أو أثرها فيها؟ سوى مشهد النهاية واحتمال قتله لها في هذيانه. وكذلك علاقة ميرڤت/بيلّا بهشام التي ربما تعكس علاقة يزيد بمجيبة: علاقة سطحية ينقصها التواصل والتفاهم فما الذي أضافه تخصيص جزء كامل لها؟
.
ثم ننهي الرواية كما بدأناها بهذيان هشام الذي يفترض أن يكون كاشفا عن معنى الرواية وجامعا لخيوطها لكن ذلك لم يتحقق بالنسبة لي.

أنهيتها وأنا أسأل وبعد؟ ما المعنى؟ ما الذي يريد الكتاب قوله؟
.

موضوعات الأحلام وتفسيرها، والحدس والرموز والعلامات، وآراء المتصوفين لا تثير اهتمامي، إلا أني توقعت مغزى من ذكر الحسن البصري وواصل بن عطاء، ربما عرض لأفكارهما لكن الرواية لم تتطرق لفكرهما، واكتفت من المعتزلة بذكر المنزلة بين منزلتين (التي ربما يقع فيها يزيد ومالك وهشام).
.

للأسف أراها غير مترابطة ولا أجد لها معنى.

#أبريل_2021
Profile Image for إبراهيم   عادل .
997 reviews1,868 followers
November 18, 2020

في روايتها الجديدة "بساتين البصرة" تخوض بنا منصورة عزالدين تجربة سردية جديدة، تمزج فيها الواقعي المعاصر بالقديم التاريخي، وتنتقل ليس بالزمان والمكان فحسب بل بمستويات اللغة وتعبيرها عن أبطالها من شخصيات الرواية أيضًا. لتحكي لنا حكاية إطارها الأول يدور في مصر في الوقت الراهن يحكي فيها تاجر المخطوطات الشاب "هشام خطاب" حكاية ولعه بالكتب القديمة التي قادته إلى تفسير حلمٍ يشعر فيه أنه شخص آخر يعيش في البصرة في زمن الحسن البصري واسمه يزيد بن أبيه!
لا تتوقف الرواية عند حدود القصة الإطار، وما يدور في نفس وعقل بطلها هشام، ولكنها تنقلنا بانسيابية مباشرةً إلى البصرة، وإلى أبطال زمنٍ آخر، لنصاحب الحسن البصري وواصل بن عطاء ونشهد مرحلة حاسمة تاريخيًا هي نشأة "المعتزلة" وما صاحبها من خلاف فقهي وفكري أثّر في الفكر العربي والإسلامي إلى وقتنا ال��الي، لنتعرف على يزيد بن أبيه وزوجته مجيبة وصحابه مالك النسّاج، وهناك تأخذنا إلى حكاية أخرى يقتل فيها الصاحب صاحبه وتخون الزوجة زوجها سعيًا وراء المال!
..................................
ينظر غيري حولهم فيرون أشجارًا أو سماءً، بحرًا أو طرقات أنا أنا .. فأبصر رموزًا وعلامات. لا شيء كما يبدو. الظاهر خديعة، يحتاج البعض إلى النوم كي يحلم، وأنا الحالم في اليقظة لا حاجة بي إلى المنام . أبصر عندليبًا فأرى فيه امرأة لطيفة لبقة، وأرى في الخفّاش ناسكًا وفي العصفور رجلاً محتالاً. يقابلني هدهد فأفكّر في رجلٍ بصيرٍ في عمله لكنه قليل الدين. تقف على شجرة النارنج المجاورة لخصي حمامة، في��يلها عقلي إلى امرأة�� صالحة أو خبرٍ طارئ ورسولٍ وكتاب. لا تخفيني المفازة حتى لو سعيتُ فيها بلا دليل، فهي عندي الفوز والربح والرخاء.
أحب البصرة، فهي في شرعي المدينة بألف لام التعريف، والمدينة أمان وتحصين. ألم يقل شعيب لموسى حين دخل الأخير إلى "مدين": "لاتخف نجوت".. في بصرتي إذن النجاة والإنقاذ.
................................................
تبدو البطولة في الرواية لهذا التزاوج بين الماضي والحاضر، وأثر كلٍ منهما على صاحبه، إذ لا يقتصر الأمر على ماضي الشخصية التي يحلم بأثرها هشام خطاب وحكايته وعلاقاته، ولكن هاهي ليلى أمه أسيرة علاقتها القديمة التي غيّرت حياتها، وحبات الكهرمان التي انفرطت منها في طفولتها فبقيت بعد كل هذه السنوات مؤثرة عليها، تشعر أن شيئًا في حياتها لن يكتمل، وأنها منذورة لنهاية مأساوية. الأمر نفسه نجد صدى منه في حكاية حبيبته ميرفت أو بيلا التي سيطرت عليها لحظة مقابلة هشام خطاب بكتاب تفسير الأحلام وظلت أسيرة له، رغم ما رأت من صدوده بعد ذلك وإعراضه عنها، حتى أنها تصر على البقاء معه رغم كل ما صار إليه حاله من غياب!
من جهةِ أخرى جاء استخدام اللغة كأحد عناصر قوة العمل، لاسيما بعد انتقالها عبر الزمان والمكان، فجاءت لغة يزيد بن أبيه وأصحابه لغة تراثية مناسبة لجيله وثقافتهم وعلاقتهم الخاصة بالتراث. كما حملت لغة العصر الحديث سواء مع ليلى وميرفت أو مع بطل الرواية هشام خطاب لغة خاصة بمفردات مختلفة وعصرية.
ولعل أهم ما في هذه الرواية أنها رغم تعدد الحكايات وتشعبها إلا أنها لا تمنح البطولة لشخصٍ واحد، فرغم تعدد الرواة إلأى ست شخصيات، إلا أن كل قارئٍ ـ في ظني ـ سيشعر بالتماهي والانحذاب إلى شخصية واحدةِ أو أكثر منهم، وسيدفعه كل واحدٍ منهم في التفكير في علاقتنا بالماضي والحاضر، وما إذا كان لهذا الماضي ومايحمله من أثر وبريق أثر سلبي على حياته الحاضرة الراهنة أم لا. كل ذلك بأسلوبٍ سردي شيق، وبانتقالاتٍ ذكية محسوبة بعناية.
Profile Image for Mohamed.
428 reviews228 followers
January 21, 2022
أولى قراءاتي الروائية لهذا العام

تتعدد محاور الحكي في الرواية على عدة شخصيات في أزمنة مختلفة ففي العصر الحديث
يحكي أجزاء على لسان هشام خطاب المولع بالكتب القديمة و النادرة وعلاقته بأستاذه وأجزاء على لسان والدته ليلى وأجزاء على لسان صديقته ميرفت أو بيلا

ثم تأخذنا الرواية في أجزاء منها إلى زمن الحسن البصري رضى الله عنه وزمان نشأة المعتزلة على يد واصل بن عطاء فتحكي قصة كل من يزيد بن أبيه وزوجته مجيبة ومالك بن عدي النساخ على لسان كل منهم

كنت أظن أن الرواية قد أخذت أكثر من حقها من ثناء الناس لكني وجدتها تستحق ,أعجبتني وخصوصا قصة يزيد ومالك ومجيبة
Profile Image for Nour AlAlii.
342 reviews
October 25, 2021
يزيد بالمثل هويتي الأحبّ و الأقرب إليّ لأنه من يحتاج تعاطفي ودعمي هو المغدور به والذي ترفرف روحه حولي أينما ذهبت وتحيط بي رائحة الياسمين كما أحاطت بقبره بعدما زرع قاتله شجرتها فوقه ، أنى لي الهروب من ياسمين الموت هذا وشذاه لايفارقني ...
بالأمس أكلتُ قمراً !
**(يقصد البطل في حلمه أن نور حياته انطفأ واختفى )
استذكرتُ حالة الجواهري ويأسه حينما تلفظ ببيت شعر يقول فيه ' لم يبق عندي ما يبتزه الألم ' وجدت العبارة مناسبة جدا للحالة المأساوية التي وصل لها هشام بطل الرواية .
إلى أي مدى نستطيع بهشاشتنا الإنسانية ورهافة أحاسيسنا الصمود أمام قسوة وفجاعة الفقدان سواء أكان معنوي أو مادي ؟
إلى أي درجة يستطيع الحزن والخواء الإنساني ابتزازنا وتحويلنا لأناس مختلفة ؟
هل جربت أن تنفصل عن واقعك إثر فاجعة أو ظرف قاسي فُرض عليك ؟
هل لبست ثوباً غير ثوبك في يوم من الأيام ؟
هل خطر ببالك أن الكتب التي تقرأها سوف تبتلعك يوماً وتقيدك بمحتواها بدل أن تحررك ؟
هذه الأسئلة الغريبة تتبادر إلى ذهني بشكل كثيف بعد قراءة تلك الرواية ومضي وقت طويل على مراجعتها .
للخيال والأحلام قدرة رهيبة على جعل الواقع مستساغاً بعض الشيء أعترف بذلك لكن ماذا لو خرجت الخيالات عن السيطرة وضاعت النفس مابين خيالها وواقعها .
العزلات الطويلة و إدمان قراءة الكتب و هوس جمع المخطوطات التراثية والتاريخية من كل مكان والتعمق في أحوالها مع نفس رهيفة حساسة وعلاقة عائلية مدمرة لأب متأثر بالسيرة الهلالية ملاحق نزواته وأهوائه وأم وحيدة وتعيسة انفرطت منها أيامها بغير انتباه كحبيبات العقد اجتمعت على إنسان واحد فحولته لكائن ورقي هائم وانتزعت بكل قسوة كيانه الإنساني الحقيقي .
وضع مؤلم أليس كذلك ؟
شخصية هشام واضطراباته النفسية التي كانت مزيجاً من اكتئاب حاد و فصام واضطهاد أثارت اهتمامي أكثر من كل تفاصيل الرواية والحقبة التاريخية التي أخذت جزءا منها ، تلك الاضطرابات التي لاتوضحها الكاتبة بداية وتشعرك أنك ببساطة أمام روح مغدورة في ماضيها تقمصت جسداً حاضراً لتروي لنا الحكاية م�� البصرة مستشهدة بابن عربي
' الزمن نهر سيّال و المكان وهم ، مكاننا الحقيقي هو موطن أرواحنا .'
* روحي عالقة هناك في المدينة القديمة قبل خرابها اللاحق خلال ثورة الزنج ، البصرة كانت وماتزال مرجعيتي الدائمة موطن روحي وتراباً أتمنى أن يحتضن جسدي ويقتات عليه يوم تغادرني الروح *

مابين أرض مصر وبصرة العراق يركض هشام لاهثاً باحثاً عبر صفحات الكتاب عن روحه ذاته وحقيقته الضائعة وراحة نفسه المسلوبة مابين هشام جامع المخطوطات القارئ النهم و يزيد الخوّاص تلميذ الحسن البصري الذي يشتغل نهاراً في نسج السلال والحُصران ويقضى الليل على التعبُّد لله ، والتضرع له .

' سأبحث عن الشيء في سواه و أقتفي أثر ذاتي خارجها لعلني أقبض على لمحة منها في كل ماعداها '

نعود لباقي الشخصيات بشكل سريع التي تضمنت حاضراً أم هشام ووالده وحبيبته ومعلمه الزنديق وفي الماضي تلاميذ الحسن البصري وواصل بن عطاء ومالك النساخ وزوجته مجيبة . الرواية متعددة الأصوات كل شخصية لها دور في حياة هشام ونفسه وكلها في ختام قصصها تترابط بنفس الخطيئة عبادة الهوى والجري وراء اللذات و حب الدنيا وتظهر على حقيقتها في نهاية الكتاب .



' لا أكاد أُصدّق، أنّ هُنيهة زمنية مُنفلتة، بإمكانها تغيير حياة بأسرها، ونقل عابد زاهد، من خانة المؤمنين إلى خانة الكفار، أو إلى المنزلة بين المنزلتين. إنّ هذا مما لا يخطر على البال ولا تُدركه العقول '
روائح الياسمين مسيطرة على سطور الرواية ويشعرك هبوبها أثناء تقليب صفحاتها ببعض القلق والحزن فأول الياسمين يأس !! كما فسره ابن سيرين في كتابه لمجيئه في حلم عابر واستعان الكاتب بهذا الحلم ليفتتح به الرواية وكان الربط بين الحلم و شخوص الرواية ذكي جداً و له ذات المغزى
وفيه تنزل الملائكة من السماء إلى الأرض، كى تلتقط الياسمين من البصرة. وهو الشيء الذي تم تفسيره في الكتاب، على أنّه دلالة على زوال عُلماء البصرة العِظام فعلاً زوال العلم وضياع المبادئ بزوالهم
' ياسمين في رأسي، ياسمين في جوفي وأحشائي، ياسمين يملأ الكون من حولي '
رواية خلابة عابقة بسحر وعراقة الماضي ، اللغة دافئة متمكنة رصينة ، مزج الحاضر بالماضي وهذيانات البطل ببعضها كان ممتازاً الرواية بكل مقوماتها وعناصرها جيدة جداً .خيار موفق وبداية رائعة مع الكاتبة رواية تنتزع منك خمسة نجوم وأنت راضي عنها .وكل الشكر والامتنان للصديق الذي أعطاني الكتاب ومنحني فرصة التمتع والسير في أروقة العراق القديمة .
Profile Image for Nada.
172 reviews96 followers
January 24, 2022
روايةٌ لا بأس بها..
نسخةٌ متواضعة جداً من قواعدِ العشقِ الاربعون ، و كلِّ الرواياتِ التي تعتمدُ الربطَ بين قصتينِ أحدهما في الماضي و أخرى في الحاضر، في هذه الرواية لم افهمْ تماماً الربطَ بين أحداث و شخصيات الزمنين ..

أحببتُ جداً اللغة وحديثَ النفسِ ل يزيدٍ ومالك في مقاطعِ الماضي..
احداثُ وشخصيات الحاضر وجدتها غير مفهومة وغير مترابطة وغير مبرّرة..
...................
" أواسي نفسي بأنَّ القدرَ يجري بمكروهِ النفسِ ، ثمّ أعودُ الى صوابي؛ فمن غيرِ اللائق تحميل القدرِ عبء آثامي...
كنتُ مدركاً منذ البداية للحدِّ الفاصلِ بين الصواب والخطأ، منتبهاً للمشتبهاتِ بين الاثنين، وأخترتُ مصيري بنفسي..
سرتُ نحوه بعينين مفتوحتين وإرادةٍ فاترةٍ عن الصوابِ وعازمةٍ على الخطأ"
Profile Image for Nadia.
1,085 reviews377 followers
February 28, 2021
العمل على قصره راااااائع : رحلة زمنية بين حاضر و ماضي و تعرف على الفكر المعتزلي في أصوله و بداياته في قالب حكائي ممتع و جميل .
Profile Image for سارة الراجحي.
232 reviews226 followers
April 1, 2021
.هذه حكاية هشام بن خطاب الذي أصابته لوثة زياد بن أبيه

زياد بن أبيه :

هو طالب الحسن بن البصري ثم واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس البصري في مسألة المنزلة بين المنزلتين
فأسس فرقة المعتزلة
التي نشأت في أواخر العهد الأموي وازدهرت في العصر العباسي
أحد أشهر المدارس الفكرية العقلية في الإسلام التي قدمت العقل على قدسية النص
والتي تأثرت بالفلسفة اليونانية القديمة وطورت منها وكانت سببا في ثراء المجتمع الإسلامي فكريا والانفتاح على الآخر
كما أثاروا جدلا وسجالا بينهم وبين فرقهم المتعددة والفرق الفكرية الأخرى كالأشعرية وغيرهم

...................

زياد بن أبيه يسرق صندوق جواهر من عجوز يموت في زمن الطاعون -أشبه بزمن الجائحة الحالي- فيقتل على يد صديقه مالك بن عدي النساخ بعد أن يخونه مع زوجته
قصة عادية لمطامع البشروجنوحهم إلى الشر بعد انغماسهم في طلب العلم على يد أشهر علماء مدينة البصرة في هذا الحين
الغير عادي أن من سرق وقتل هم طلاب علم لأشهر علماء البصرة الذين اختطفهم الموت
كما جاء في رؤيا زياد بن أبيه في الياسمين الذي تقبضه الملائكة
................

هشام بن خطاب يقتل ز��ديقه أو أستاذه وأسرته حرقا بعد أن عاش باعا في كنف معلمه الذي عزل نفسه من أعين مكفريه وشدد على نساء بيته في تناقض غريب
يحرق هشام ذاته مع ذات أستاذه الذي كان يضمن أفكار هشام في مقالاته دون الإشارة إليه أو إلى مجهوده الفكري
تماما كما حدث مع حبيبته ميرفت أو بيلا شاجال التي طمس مجهود كتابتها الصحفية تحت سمى شخص آخر
هشام يغرق أمه ويتركها لتنساب في النهر الذي طالما أخذ من صباها أياما وليالي في تساؤلات عن حياتها وعن ماضيها وعن جدتها وعن زوجها الذي تركها هائما وراء أصداء السيرة الهلالية

................

شخصيات الرواية مأزومة تؤرقها اليقظة فتفر إلى الأحل��م أو أن الأحلام تطاردهم فيختلط الواقع بالخيال ويدورون في دوائر بحثا عن مخرج أو نجاة
يبحثون عنه في الآخر، المعرفة، الحب، الصداقة، العلم ، المال
تنفرط شخصيات الرواية فرطا مابين الماضي والحاضر كحبات عقد والدة هشام الكهرماني
ويحلقون مع/ أو ضد من تربطهم بهم علاقات قريبة من دم وصداقة ومجلس علم
ويأزمون بعضهم البعض في رحلة بحثهم عن ذواتهم
ذوات حائرة حالمة متألمة بحثا عن علاج

............

حضر الجاحظ مجازا في إشارة إلى دور الأدب والفكر في كل العصور ، جاء تنوع اللغة بديعا في التنقل بين الماضي والحاضر
واستخدمت صفات كالخواص، النساخ، الغزال ،
لوصف مهن وبالتبعية الشكل المجتمعي لبعض مهن مدينة البصرة في ذلك الوقت
كان للطبيعة حضورا واضحا من ذكر لأنواع متعددة من الأزهار والأشجار والنهر
.................................

تستخدم الكاتبة هنا تعدد الأصوات وتجدل حكايا الماضي بالحاضر والتي لا تختلف في تناقضها وحيرتها وألمها وتساؤلتها الوجودية التي لا تنتهي
لتنفض الغبار عن مكنون النفس البشرية وتنزع القداسة والتأليه عن أي راية فكرية وإن كانت ذو تأثير فعال في الآخرين.

اختيار المعتزلة كفرقة فكرية عقلانية وربطها بالحاضر أو تفكيك الحاضر من خلال الماضي كان موفقا وبناءا
فما أشبه سجالات اليوم من تكفير وتأليه بالماضي
وكم من أقنعة مقدسة سقطت أثناء الثورة المصرية -التي عرجت عليها الكاتبة في لمحة كالبرق- ولا زالت في كل التيارات الفكرية على مثالية شعاراتها

......................

رواية بديعة تثير تساؤلات ولا تطرح أجوبة بالضرورة
هي أسئلة كل زمان وكل مكان

.....................

أعجبتني
Profile Image for Salma Saeed.
396 reviews188 followers
July 29, 2022
بأسلوب بديع و لغة قوية تصحبنا منصورة عز الدين للبصرة.. نجلس في حلقة شيخ الدين الحسن البصري و نتتبع انعزال واصل بن عطاء عنه و بداية نشأة المعتزلة.. و نتعرف على يزيد بن أبيه الخواص و صديقه النسّاخ.. و بسلاسة متناهية ينتقل الخط الزمنى إلى المنيا حيث هشام خطاب و أمه و أحلامه.. و الياسمين.. الياسمين الذي لن تغادر رائحته أنفك طوال قراءة الرواية...
لا استطيع أن أحدد سببا واحدا لوقوعي في حب تلك الرواية.. أهو تمكن الكاتبة من استخدام اللغة ببراعة جعلتنى أتمني أن لا تنتهي أبدا.. أم حبي للشخصيات و طريقة عرض كل منهم .. أم شكل الغلاف الجميل.. ربما هو صوت الراوي القوى الملائم للرواية.. حسنا لا أعلم تحديدا و لكنها بالتأكيد كل هذه الأسباب مجتمعة..
لاحظت أنها ثاني رواية أقرأها هذا العام تحكي عن العراق.. بديعة هي العراق.. مدينة للرواية لأنها جعلتنى طوال قرائتى أبحث عن العراق و المعتزلة و البصرة و شاجال..
الجزء الأخير حيث مقارنة النار بالذاكرة كان بديعا تمنيت ألا ينتهي.. لم أفضّل النهاية لا أعلم لماذا لكننى تمنيتها أكثر وضوحا.. و لكن لا يهم يكفي الحالة اللطيفة التى وضعتني فيها منصورة ذات الاسم الجميل و الكتابة الأجمل ❤️
Profile Image for نورهان البسيوني.
291 reviews104 followers
August 28, 2023
رواية أكثر من رائعة ❤️❤️🥰🥰 استمتعت بيها جدًا ❤️
انتظروني في الريفيو ❤️🥰
Profile Image for Aliaa Mohamed.
1,122 reviews2,325 followers
May 27, 2021
الرواية من حيث اللغة والسرد جميلة، ولكن هناك غموض تام حول فكرتها أو المغزى منها، شعرت وكأن الكاتبة لديها فكرة محددة ولكنها توقفت في المنتصف، لا تدري أين تتجه، فجاءت الرواية غير متماسكة بهذا الشكل من وجهة ن��ري
Profile Image for آية.
268 reviews22 followers
June 8, 2022
كانت تجربة جميلة جدا، الإستماع للرواية و التلذذ بجمال اللغة و قوتها و كأنك في عصر آخر...
تنتقل الرواية في خطين زمانيين، زمن القاهرة و المنية في الألفية الثالثة وما بعدها و زمن البصرة في العصر الأموي بداية ظهور فكر المعتزلة.
رواية سردية على لسان عدة رواة في كلا العصرين، تبدأ القصة مع أحد الرواة لتكملها مع الآخر أو تعود بالزمن لتفهم ماحدث قبلها، و كما قلت سابقا اللغة كانت قوية صعبة أحيانا و هذا أجمل ما في الرواية.
من البداية و للنهاية و أنا أبحث عن الخيط الرابط بين هشام خطاب و يزيد ابن أبيه و لكن للأسف لايوجد و لم تضع الكاتبة أي تبرير لتدخل ذكريات يزيد في أحلام هشام.
و النقطة الثانية التي لم ترقني فكرة أن يقتل شخص تقي و ناسك زاهد و طالب الشيخ حسن البصري و بعده واصل بن عطاء رجلا فقط من أجل القتل بدون مبرر ولا مقدمات و لو جعلت الكاتبة الجواهر السبب لقلت أن شهوة المال جعلته يرتكب مثل تلك الخطيئة.
و في الفصل الأخير شعرت بتشوش و ضياع و كأنه كان يحتاج مزيدا من الكلام و الشرح.
في المجمل الرواية جميلة من ناحية اللغة و لكن الحبكة كانت ضعيفة....
Profile Image for Myada Elmasry.
236 reviews99 followers
January 22, 2022
ترددت كثيرًا قبل أن أضع التقييم لأنني أقف حائرة بين نقطتين..

أولهما روعة السرد واللغة والفكرة ، وثانيهما أن بعض الأجزاء كانت مشوشة وغير واضحة بشكل كافِ..

كما أنني أجد بعض الشخصيات وجودهم ضعيف جدًا وأهملت الكاتبة كتابة تفاصيل واضحة عنهم مثل ليلى وميرڤت (بيلا)..
بالرغم من أنه من المفترض أن وجودهم يمثل جانب كبير من تطور شخصية هشام وهذا ما ذكرتة الكاتبة على لسان هشام بشكل مختصر في النهاية..

التداخل بين الماضي والحاضر والإنتقال من هنا لهناك والعكس كان سلسًا ورائعًا ولم أشعر فيه قط بالإرتباك..
بالرغم من انني شعرت أن سرد تطور شخصية هشام بالتوازي مع قصة أهل البصرة جاء متأخرًا كثيرًا وتمنيت أن يأخذ هذا الجانب فرصته بشكل أعمق..

تعديل:بعد الكثير من التفكيرعدلت التقييم ل ثلاثة نجوم لأني غير قادرة على تفهم التفكك الملحوظ في عدة جوانب وكأن الكاتبة ذكرت اشياء في مخيلتها ونسيت أن تنقلها لنا على الورق.
Profile Image for Rawan AbuAlia.
254 reviews37 followers
January 20, 2022
جميلة هي فكرة الرواية ولغتها ولكن سرد الاحداث والانتقال بين زمن وآخر وبين شخصية واخرى لم يكن سلسا كما يجب
وتشهر القارئ بالتوهان
إلى جانب أني لم أجد هدفا واضحا للرواية أو مغزى منها وقد كنت محتارة بين تقييمها بنجمتين أو ثلاثة، أظنها استحقت نجمتان ونصف
Profile Image for Rasha Zayed.
319 reviews28 followers
March 2, 2021
الكتب اللى بتخلبنى احتار فيها اللى ليها مميزات وعيوب وتعد هنا وهنا أو تحتاج حد تناقشه فيها...

بسبب الاحلام وكتاب تفسير ابن سيرين نجد الانتقال بين ذكريات البصرة العراق الماضى وأحداث الحاضر القاهرة من نافذة ليست نافذة الراوي 'هشام' فهو يعيش فى وقتنا الحالى ، عبر ذكريات لا تخصه فى شئ تعرف بجرائم القتل الغدر والخيانة تفوق الشهوة والمال ، لينتهى الحال بجريمة اخرى ،

اذا كان لديك أمل فى معرفة العلاقة أو سبب ربط بين هشام وحياة يزيد إبن ابيه عليك بنسيان ذلك الأمل ،ما هى إلا مصادفة عمياء ما جعلت منه متلقيها، قد يجمعهم الأحلام أو الياسمين فى البستان وهى كلمة اولها يأس،.

مجيبة الزوجة و بيلا وهى (المصادفة و الرابط الوحيد بين هشام والماضى) صحفية حاولت أن تصنع لنفسها كتابة فى عالم الصحافة ولكن كما يحدث الان يتم نسب تلك الكتابة لآخرين
وأخيرا ليلى فهى الأم لتظهر عبارة كيف لهذا الكيان الأليف أن يعيش بماضى موسوم بكل تلك النقمة ،ليلى الصبية التى نشأت فى قرية صغيرة على النيل فاتعجبت من الفرق بين صورة النهر الهادئ وصورته الشرسة فى حواديت أبويها وجديها ومع هذا يصبح النهر الرابط الوحيد بين حاضرها وماضيها فهو لم يزل صديق طفولتها وصباها ،فهى تخشى على ابنها هشام ان يكون له مصير النهر الحرمان من الاستقرار والحيرة المستمرة بل والضياع كوالده .بسبب أن النهر فى سريان دائم من المنبع إلى النه��

لانعرف سبب ارتباط الراوى بحياة أو ذكريات يزيد فى حين تتشابه علاقة الراوى بسيده الزنديقى وعلاقة يزيد إبن ابيه بالنساخ كلاهما يحتاج الآخر صداقة فى ظاهرها أما من داخل فهى حسد ونهايتها القتل ، الراوى يحتاج الزنديقى ليتعرف أكثر على حياة يزيد ،والنساخ طالما اعتقد انه سيكون له شأن فى تفسير الأحلام فلا يلزمه سوى أن يحلم وهو أمر لا يحدث وهو ما وجده عند يزيد ابن أبيه الخواص ، كما يظهر لنا تأثير حياة يزيد على هشام فصار أسيرا فى قبضة مفسر احلام يزيد لم يعد يعرف الفرق بين واقعه واحلامه

العمل وضح أو أظهر الحياة بجوانب مختلفة منها الدين، الفقه، الفكر الاسلامى والمذاهب فى العصر الأموي....

الشخصيات النسائية "مكتوبة بشكل راقى جدا فى هذا العمل" لاعلاقة بينهم غير أن وجودهم رئيسى للعمل

السرد واللغة جميلة جدااا خالية من الزخارف المبالغ فيها او ليس لها سبب ، اللغة فى العصر الأموي وفصاحة الحسن البصرى وتلميذه واصل بن عطاء الغزال مع وجود بعض الكلمات الغير مفهومة * ، فهى مختلفة عن لغة حياة الراوى فى الوقت الحالى

نحن أنضاء الشوق وأبناء السبيل *شكرا عبير*
Profile Image for Ayman yassin.
199 reviews73 followers
March 9, 2021
انطلاقًا من حلم ورد عابرًا في كتاب "تفسير الأحلام الكبير" المنسوب للإمام محمد بن سيرين، تُشيد منصورة عز الدين عالما آسرا يدمج الماضي بالحاضر وتتلاشى فيه الحدود بين الذات والآخر.
رحلة حافلة بالأسئلة والشكوك، يبحث خلالها البطل هشام خطَّاب عن الشيء في سواه، ويقتفي أثرَ ذاته خارجها، علِّه يقبض على لمحةٍ من��ا في كل ما عداها، فيما تقتنص الكاتبة من كلمات وحيوات الآخرين منمنمات تشكِّل عبرها ملامح حياته.
في "بساتين البصرة"، يشف الزمان وتضيق المسافات بين أبطال عالقين في لعبة مرايا تتصادى مع مقولة الرواية: "الزمن نهر سيَّال والمكان وَهم. مكاننا الحقيقي موطن أرواحنا
Profile Image for الزهراء الصلاحي.
1,534 reviews569 followers
March 17, 2022
فيها حاجة حلوة،
بس أنا تُهت!

بلغة جميلة، وطريقة سرد جذابة تنقلنا بين قاهرة العصر الحديث وبصرة القرن الثاني الهجري.
بين شخصيات حديثة وشخصيات قديمة.
بين شخص كنت أظنه مصاب باضطراب الهوية، ففي بعض الأوقات يعيش حياته الطبيعية بشخصية "هشام الخطاب" تاجر المخطوطات وكتب التراث وفي أوقات أخرى "يزيد ابن أبيه" في زمن الحسن البصري!

رواية تشعر في بدايتها أنها ممتازة
ثم يبدأ نجمها في الخفوت شيئاً فشيئاً.

تمت
١٧ مارس ٢٠٢٢
Profile Image for منال الندابي.
Author 2 books234 followers
October 19, 2022
عمل آخّاذ بمعنى الكلمة.
هذه أول قراءة لي للكاتبة المصرية منصورة عز الدين، ويالها من بداية!
هنالك سحرٌ ما في هذا الكتاب، الفكرة المميّزة، السرد واللغة المتماسكة، الشخصيات بكل تناقضاتها وغرائبيتها، والمُدن التي لا تملك سوى أن تُغرم بها.
أحب الأدب الذي يوظّف التاريخ وشخوصه، وأحب هذا النوع بالذات من تطويع التراث العربي ليصل إلى القارئ على شكل حكاية مترامية الأطراف بها من عبق المُدن العربية قديمًا وأعاجبيها ما بها.

"البعض يحتاج إلى النوم لكي يحلم، وأنا الحالم في اليقظة لا حاجة بي إلى المنام."
Profile Image for Afreeta Hanem.
106 reviews15 followers
September 13, 2023
" الزمن نهرٌ سيال والمكان وهمٌ. مكاننا الحقيقي موطن أرواحنا "

رحلة مممتعة بين الماضي والحاضر.. كأنها حلم طويل يثقل علي قلبي تارة ويروح عنه تارة أخري

جمال اللغة وسهولة السرد وترابط الأحداث جعلها رواية متكاملة في نظري.. حكاية تجذبك ولاتشعر بالوقت معها
Displaying 1 - 30 of 239 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.